العدالة تقي المجتمع وتحميه من الظلم والحيف

30 يونيو 2022

ذ : الطاهر الجباري

ان الاسلام جاء داعيا في تشريعه الى العدالة في التصرفات والمعاملات ، فالعدالة أن يُعطي المرءُ ما عليه ويأخذَ ما له، فيقول الله سبحانه وتعالى:” ان الله يأمر بالعدل والاحسان”. فالاسلام جاء بشريعة أكثر قوة من باقي الشرائع الاخرى على الحث على العدل، جاء بدعوة الى الاستمساك بالعدالة وتطبيقها على العدو والصديق بغير حيز أو ميل أو جنف ، بل ان العدل في الاسلام وعند نبينا محمد(ص) وعند خلفاء المسلمين كان له المنزلة الاولى في نفوسهم والمكانة الرفيعة في اعمالهم واقوالهم ، فعلى اسسه قامت الدولة الاسلامية ، وكانت لنا نحن معشر المسلمين الفعلية والعزة في العالم.
ان العدالة تقي المجتمع وتحميه من الظلم والحيف ، وترسم سبيل تحوُّل اجتماعي رصين هادئ وبذلك تنقطع من افراد هذا المجتمع الشكوى ويذهب اليأس من النفوس ليحل محله الامل والاطمئنان.
فالعدالة هي طريق الى معالم الحقيقة في ادق صورها ،هي اعلان عن المساواة أي ان هذه المساواة تنبثق عن العدالة فترسو بذلك قواعد المجتمع على اسس مكينة وهو مانعني به أن الناس سواسية كأسنان المشط.
ولا شك ان العدالة في المعاملات وفي اقامة الحقوق وفي علاقة الناس بعضهم ببعض ترمي الى الاطمئنان والثقة بالمؤسسة القضائية فينتج عن ذلك انشاء مجتمع صالح تنمو فيه الفضائل ويسري فيه الامن والرخاء بين الافراد وبين الجماعات ، تباينت الجنسيات أو اتحدت ، اختلفت الاديان أو اتفقت.
ان المؤسسة القضائية أو غيرها من المؤسسات وفي اطار المعاملات واقامة الحقوق اذا عدلت ونصفت تكون قد رفعت نظاما ساميا وتهذيبا انسانيا يرتقي بالضميرالى أفق الحق والفضيلة من حضيض الباطل والرذيلة. ومن تمة تكون العدالة مجلبة الحب والثقة وداعية الى الرضى والاطمئنان.
وانه لا يغيب عني انه متى ضمنت حقوق المتقاضين على وجه العدالة بكل قيمها ووصلت الى أصحابها وتمتعوا بها فان ذلك منوط بالحذر من الغضب اثناء الفصل والتقاضي لشره وشناعته ، والغضب هو اهتياج الطبع واحتدام الغيظ، فالقاضي العادل لايقضي وهو غضبان، طالما ان الغضب قد تكون مغبته من أسوإ المغاب فيقع القاضي في الضعف عن احتمال المسؤولية ولا يستطيع مجاهدة المكاره والصعاب التي قد يتلقاها في عمله القضائي وبالتالي لا يملك مغالبة نوازع القلب ودواعي الهوى، وان هذا قد يبعث الشعور لدى المتقاضين بالظلم وغمط الحق. وفي هذا قال الله سبحانه وتعالى:”واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ، ان الله نعما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا”.صدق الله العظيم.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading