
من تقديم أمينة بنونة
صراع المرأة والرجل في القصص الشعبي
د. مصطفى يعلى
أما الحكاية الشعبية، فإن استراتيجيتها تحرص في كثير من نصوصها، على إيديولوجية ذكورية، ترسم صورة مزدوجة للمرأة، موزعة بين الترغيب والترهيب، حرصا من المجتمع الذكوري على احتوائها، والالتفاف على مجازفاتها وبوادر تمردها، وضمانا لاستمرارية مناعة النسق الاجتماعي المتبع.
ذلك، أن الترغيب يخضع المرأة للحدود المرسومة لها سلفا، في حين يدرأ الترهيب شرها قبل أوانه. وقد استتبع هذه الازدواجية، كون مسلك المرأة الخاضع للترغيب في نصوص الحكاية الشعبية الواقعية، يؤدي عادة إلى خيرها واطمئنانها واستقرارها وحسن ذكرها وغلو مجازاتها. بينما تكون عاقبة انزلاق المرأة في مدارج المسلك المضاد، الثائر على الرجل وقيمه الذكورية ومثله العليا، جد درامية ومميتة، قد تصل أحيانا إلى حد اقتراف جريمة القتل الشنيع في حقها. مما يساهم في هذا النوع من القصص الشعبي، في إعلاء البعد التعليمي المبطنة به رسائل نصوصه القصصية إلى المرأة ضمنا، بشتى توجيهاتها وإرشاداتها وسبل إعداداها للدور النسوي المحدد في البيت والمجتمع.
يتبع