الفنان : محمد الرايس
في قلب المدينة العتيقة بالقصر الكبير و بهذا المنزل المتواضع كانت ولادتي بحي النيارين بدرب العبراق زقاق الزاوية التيجانية القريب من ضريح سيدي يعقوب .. ذاكرة المدينة الذي رسمها العديد من الرسامين الاوروبيين المستشرقين ، وأخرهم الرسام الغرناطي الإسباني ماريانو بيرتوتشي مؤسس أول مؤسسة للتعليم الفني مدرسة الفنون الجميلة بالمغرب بمدينة تطوان سنة 1945 ، وبداية ما يسمى بالرسم والصباغة على المسناد والقماش ودخول الفنون التشكيلية الى المغرب بالمفهوم الحديث والغربي وقواعد أساليب الطرق الأكاديمية التقليدية الأوربية من واقعية وانطباعية ، وبهذا البيت العتيق بالمدينة القديمة فتحت عيني على أيادي ولادة تقليدية ( القابلة ) أمي الشرقاوية ذات الأصول من الوالي الصالح الشيخ المتصوف أبو عبيد امحمد الشرقي بمكان يبعد عن قصبة تادلة بنحو 3 كيلومترات بجوار وادي أم الربيع سنة 926هجرية أو 928هجرية ، وبهذا البيت ذو المعمار الأندلسي فتحت عيني على هذا الكون وصرخت يوم ولادتي كثيراً كما حكت لي أمي حفظها الله وأطال في عمرها… كان ذلك فترة عقد الستينيات من القرن الماضي .. وتحكي لي أمي أطال الله في عمرها أنني وقتها كنت رضيعا حيث عرفت مدينة القصر الكبير فيضانات كبرى وصلت مستواها مترا ونصف ، كان أنذاك بيتا عتيقا على النمط التقليدي يتوسطه بئرا في الوسط و فناء منفتحا على السماء ونوافذ بالزجاج المعشق العراقي ….