أفكر بصوت عال: بؤس المشهد و الخطاب

6 سبتمبر 2021

ذ : إدريس حيدر :

انطلقت الحملة الانتخابية للاستحقاقات التي ستجري وقائعها يوم : 08|09|2021.

و إذا كان من بين أهداف كل محطة انتخابية هو :

*إفراز نخب جديدة تضخ دماء طرية في شرايين الحياة السياسية.
* محاسبة الذين تحملوا المسؤولية في الفترات السابقة أو المنقضية قصد إعادة الثقة فيهم أو معاقبتهم بعدم التصويت عليهم.
* الاطلاع على برامج الأحزاب لمعرفة مدى قابليتها للتطبيق أو الحاملة للهم الاجتماعي للمواطن.
* قياس قوة الأحزاب و بالتالي إفراز الكتل السياسية المنسجمة: اليمين – اليسار – الوسط.
غير أن المتتبع لهذه ” الحملة ” يمكن أن يؤكد أنه يطالها بؤس كبير على مستوى المشهد و الخطاب.

1- على مستوى المشهد :

يُلاحَظُ ما يلي :
● المشهد العام للحملة الانتخابية ،أصبح تقليديا ،نمطيا و متجاوزا و ينعدم فيه الإبداع.
شباب في عمر الزهور بواقيات متشابهة تحمل صور الحيوانات ،الحشرات و المنقولات مثلا : النحلة ،الزيتون ،الحمامة ،الجرار ،الميزان ،الوردة …الخ ،و يردد شعارات لا يفهمها أو ربما ينطق بعض كلماتها بشكل يثير الضحك ،و هذا يعني أنهم مُشغلين و مأجورين .
● أغلب الشعارات مأخوذة عن شعارات ” اليسار ” التي أبدعها مناضلوها في القلاع الإسمنتية و الأقبية السرية و أمام القضاء عند نطقه بالأحكام القاسية و الظالمة خاصة .
و قد كانت ترجمة لإيمانهم القوي بالقيم الفضلى ،ثم إنهم أبدعوا من خلال معاناتهم التي تخللتها كثير من الدموع و الدم. إلا أنه تم مسخها بتضمينها كلمات مائعة.
● تقديم و اقتراح لوائح تتضمن أفراد نفس العائلة سواء لدى الأحزاب اليمينية أو اليسارية.
● ترحال سياسي كبير و استقطاب للأعيان على حساب مناضلي الأحزاب و المنخرطين فيها دون الالتفات لأدبيات العمل الحزبي المعمول به في كل أرجاء العالم.
● لقاءات مع المواطنين تطبعها المويوعة ك: الرقص و الغناء الرخيصين و الانتصار لرمز أحد الأحزاب مثلا بترديد : ” عندو الزين … عندو الحمام …دايرو في دارو…” و أحيانا لجوء الفصائل للعنف و ذلك باستعمال البلطجية ،السوقة و الدهماء.
● الحضور القوي للمال الحرام الناتج عن الفساد في كل هذا المسلسل.

2- على مستوى الخطاب :

يلاحظ أيضا ما يلي :
● غياب خطاب سياسي متميز بالعقلنة ،التنوير و التحسيس بمهام المستشار الجماعي و الجهوي و النائب البرلماني.
● عدم مناقشة البرامج التي يبدو أنها مستنسخة و لا مضمون لها و بعيدة عن هموم المواطن.
● عدم واقعيتها بل و كأنها وضعت أحيانا لشعب و بلد آخرين.
● حضور باهث لممثلي الأحزاب في وسائل الإعلام العمومي ، بل إن مضامين خطاب الأحزاب يحتقر أحيانا ذكاء المواطنين.
● حتى قادة الأحزاب الذين اُتِيحت لهم فرصة التوجه للمواطنين من خلال وسائل الإعلام ،أبانوا أحيانا عن قصور و ضعف في التحليل و افتقارهم لرؤى استراتيجية بل و سقوطهم أحيانا في نرجسية مقيتة.
بل و ينصبون أنفسهم ناطقين باسم الشعب ،لكنهم بعيدون عن انشغلاته و لا علاقة لهم به.
● عجزهم الكلي على التنظير و استشراف المستقبل كالمقاربة التي تفرض نفسها : المغرب ما بعد وباء ” كوفيد ، 19 ” ، أو رأيهم في مشروع ” النموذج التنموي الجديد ” أو بديله الحزبي.
كل هذه اللخبطة و الفوضى و الميوعة تتم على مرأى و مسمع من الدولة .
إن هذه المظاهر تثير القلق و أحيانا تستفز المواطن و تخلق نفورا كبيرا من العملية الانتخابية برمتها.
و إنه لعمري بؤس في المشهد و الخطاب.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading