كنت وسوف أكون

28 يناير 2022

دة : سعاد الطود :

قراءة عاشقة فيى كينونةالفنانة الفريدة الحروفية المتميزة، ذات الروح الجميلة والأخلاق الراقية والذوق الرفيع، السيدة رجاء الخضر بنمصباح، والتي ناولتني بيديها الكريمتين، كتيبا أنيق الألوان، تذهل خُطُوطُه أهلَ “فن الخط الراقي” حامل آيات الله تعالى. وقد جعلتني إزاءه مبهورة بما رأيته في عملها الفني من رونق وإبداع، حتى أنني تخيلت أن حروف لغة الضاد تتراقص في مهرجان فني أنيق تحضره الملائكةُ، وكلُّ عِلية خلق الله من ذرية آدم عليه السلام.
لقد أَكْبَرْتُ في العزيزة رجاء بن مصباح قدراتها الفنية وشجاعتها الأدبية، وخروجها إلى عالم الفن الراقي الذي يحتفي بالحرف العربي الذي جعله الله تعالى لكي يحمل رسالة خاتم الأنبياء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
ولاعجب، فإن السيدة رجاء بن مصباح قد ترعرعت في بيت احتمى بالإسلام، واتبع سنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام، وشبت على خلق قويم. في بيت دين وتقوى.
هذا وإنني يوم سلمت لي العزيزة رجاء بن مصباح، كتابها الفني الرائع، الذي عنونَتْهُ بـِ:”كنت وسوف أكون”، وهو الذي هزني عنوانه المُوحِي، بما يعتمل في مزاج الفنانة السيدة رجاء بنمصباح، من إصرار على أن تكون، وتخرج إلى عالم الفن بأسلحة الذوق الرفيع التي اكتسبتها من الفضاء الأسري. هذه الفنانة الحروفية التي أصرت على أن تقول كلمتها بحروف الفن الراقي والتي انخرطت فيه بقدرات موهوبة إليها من العلي القدير، جعلتني معجبة بإصرارها الذي لا يملكه إلا أمثالها ممن حباهم الله بقدرات استثنائية. وقد كان العنوان المذهل الذي اختارته هذه الفنانة العصامية العنيدة، التي صافحت الألوان فأسلست لها القياد
تعليقي هذا أُهديه للحروفية رجاء بن مصباح ومن الإبداع الشعري للفنانة الحروفية إلى القول الرصين الذي تحيطه بهالات رمزية لافتة لانتباه متأمليها
الحروفية رجاء بن مصباح
وقد ارتقت الأخت رجاء بنمصباح سلم النص الشعري لتعانق القصيدة التي تروم الوزن و القافية و أطلقت لخيالها العنان فتخيلته أنيسا لها وتخيلت نفسها قد رأته في ابتسامة أمها و في شارب والدها مما لديها من حنين إلى جذورٍ لها من الَّذَيْنِ كانا منبعا لبزوغها في هذا الكون. عبرت عن شوقها الى الجذور ، وخاطبت الحرف منوهة بزهده وعبرت عن اعتزازها بمعانقته فهو الذي هيأ لها التواصل رمزيا مع مواطنيها وعشاق قولها الصوفي لقد عانقت الشاعرة الحرف وتواصلت بالنص الموزن المقفى وجاء إبداعها معبرا عن قدراتها اللغوية والفكرية و الصوفية، وقد كان التشكيل لها لغة أخرى.
كما أن الأخت رجاء الخضر بنمصباح، اختارت تزويد مُنجَزِهَا التشكيلي بلغة الألوان الحارة أحيانا، و أخرى تجعل قولها الفني هادئ الحضور، دون أن تجعله منفلتا من منجزها الفني التشكيلي، فهي تتيح له الحضور متصدرا للمشهد التشكيلي لقولها الشعري. الذي تتخلله لوحات تختار لها أحيانا ألوانا هادئة و أخرى مشتعلة تجعل للوحاتها أضواء كاشفة.
الأخت رجاء بنمصباح
أختم هذه الرؤيىة التي ملأتني منذ أمسكت بين يدي عنوان كتاب الحروفية لرجاء بنمصباح، الذي يوحي بجماليته الفذة: وقعت في عشق إصرارها القوي. وامتد ذهولي لهذا الإصرار الفريد إلى أن أتممت قراءة ما خط قلمها، وهأناذي أكرر معها مقولتها الكبيرة الموحية:
كنت و سوف ٱكون
سعاد الطود

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading