مرة أخرى تعيد بعض الحوادث الإجرامية المنفصلة ، التي تقع ببعض النقط السوداء بمدينة القصر الكبير / تعيد إلى الأذهان حالة الفوضى والتسيب الغير المبرر الذي تعيشه بعض الأماكن ومنها محيط سوق سيدي بواحمد ، ومحيط المحطة الطرقية ، وشارع بئر انزران ، والأزقة المؤدية إلى أحياء : السويقة وللاعائشة الخضراء … وهو ما يعني مجالا حيويا واسعا يتمركز وسط المدينة ، فعوض أن يكون متنفسا حقيقيا للساكنة ، نجده مرتعا مترديا ، وشاهدا على حالة الفوضى ، وترييف المجال….
ولعل حادث الاعتداء بالسلاح الأبيض لمساء الأربعاء 21 دجنبر الجاري ، الذي تعرض له بائع متجول من طرف زميل له ، يحيلنا على حالة الفوضى والذعر الذي يعيشه وسط المدينة كمجال حيوي ، فعوض أن يكون متنفسا نجده عكس ذلك ….
وإذا كان هذا هو حال وسط المدينة ومركزها ؛ فكيف يكون حال الهامش ؟؟!؟
إن المتتبع للإجراءات المتبعة من طرف السلطتين الإدارية والمنتخبة بخصوص محاربة مظاهر الفوضى وترييف المجال واحتلاله ، نجدها ذات طابع مناسباتي تغيب عنها الجدية في التعامل ، إذ سرعان ما تحن حليمة لعاداتها القديمة ، وكأن شيئا لم يكن !!!
والملاحظ أن هناك تفاوتا بين الملحقات الإدارية في التعامل مع محاربة هذه المظاهر السلبية وهو ما يعني الحاجة إلى معالجة مندمجة مهيكلة تستحضر جمالية الفضاء ، وسلامة المواطن ، ومصلحة التجار المهيكلين وغير المهيكلين.
وارتباطا بالموضوع تبدو الحاجة ملحة إلى الإسراع بفتح الفضاءات التجارية والأسواق ، فليس من المعقول العيش على طول أمد الانتظار ، من غير أن تفتح وتشرع مشاريع الأسواق المنجزة أبوابها في وجه التجار والساكنة !!!
وإلا كانت كل تلك المشاريع مضيعة للمال والجهد من جهة ، وإطالة لأمد حالات الفوضى وما ارتبط بها من مظاهر مشينة أصبح من الضروري التفكير في حلول لها بمنطق مواطناتي وليس بمنطق المناسباتية .