ذ : إدريس حيدر
شُلَّت حركتنا و لم نعد نعرف ،كيف لنا أن نلتحق بكليتي الحقوق و الآداب فيما بعد .
اختلط علينا الأمر، و بعدها اهتدينا إلى الكلية المعلومة و التي كانت على مرمى حجر.
قررنا ،إذن ،الزحف نحوها ،و عند وصولنا وقفنا طويلا ببابها ،لا ندري ما نحن فاعلون ؟ و كان بعض الطلبة المترددين عليها يطيلون النظر فينا و يتفحصوننا مليا ،و كأننا أشخاص خرجوا للتو من أحد الكهوف ،كما كانت مظاهرنا ربما تعكس بساطتنا و سذاجتنا و نبدو و كأننا بدو حلوا بهذا الصرح العلمي.
توالت الأيام و الشهور و اكتشفنا المدينة و بعض أسرارها، إلا أننا كنا كثيري التردد على عائلاتنا لزيارتها و أحيانا لتمكينها من جزء من المنحة الطلابية و بذلك كانت ثلة منا تساهم في إعالة أسرها.
و كنا عندما نفرغ من الدراسة في كلية الحقوق ،نقصد كلية الآداب القريبة ،لحضور بعض المحاضرات لمفكرين من العيار الاستثنائي أمثال الدكاترة : محمد عزيز الحبابي ، محمد عابد الجابري ، علي اومليل ، إبراهيم أبوطالب، أمجد الطرابلسي ، زنيبر و اللائحة طويلة .
و لم تكن كلية الحقوق تفتقر هي الأخرى لقامات علمية فذة و منهم الدكاترة و الأساتذة: علال الفاسي ،عزيز بلال ،فتح الله والعلو، عبد الرحمان القادري ،الماشيشي …الخ .
و فيما بعد لم نكتف باكتشافنا لعوالم المعرفة و العلم ،بل ترددنا كثيرا على مقر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بشارع :” لافوازيي” بالقرب من السفارة الليبية.
كذلك لم نكن في البداية فاعلين في الفعل النقابي الطلابي ، بل ملاحظين في أغلب الأحيان .
نحضر التجمعات و نكتفي بترديد الشعارات ، وذلك لخوفنا و خجلنا و عدم ثقتنا في الغير و هي طباع لازمتنا و أتينا بها من مدينتنا الصغيرة ،المهمشة و المحافظة .
إنها فترة السبعينات و التي شهدت أحداثا هزت العالم على المستويات : السياسية ،الثقافية و الفكرية و الاجتماعية .
يتبع…