سلاما أصدقائي سلاما (5)

15 أكتوبر 2022

ذ : إدريس حيدر

شُلَّت حركتنا و لم نعد نعرف ،كيف لنا أن نلتحق بكليتي الحقوق و الآداب فيما بعد .
اختلط علينا الأمر، و بعدها اهتدينا إلى الكلية المعلومة و التي كانت على مرمى حجر.
قررنا ،إذن ،الزحف نحوها ،و عند وصولنا وقفنا طويلا ببابها ،لا ندري ما نحن فاعلون ؟ و كان بعض الطلبة المترددين عليها يطيلون النظر فينا و يتفحصوننا مليا ،و كأننا أشخاص خرجوا للتو من أحد الكهوف ،كما كانت مظاهرنا ربما تعكس بساطتنا و سذاجتنا و نبدو و كأننا بدو حلوا بهذا الصرح العلمي.
توالت الأيام و الشهور و اكتشفنا المدينة و بعض أسرارها، إلا أننا كنا كثيري التردد على عائلاتنا لزيارتها و أحيانا لتمكينها من جزء من المنحة الطلابية و بذلك كانت ثلة منا تساهم في إعالة أسرها.
و كنا عندما نفرغ من الدراسة في كلية الحقوق ،نقصد كلية الآداب القريبة ،لحضور بعض المحاضرات لمفكرين من العيار الاستثنائي أمثال الدكاترة : محمد عزيز الحبابي ، محمد عابد الجابري ، علي اومليل ، إبراهيم أبوطالب، أمجد الطرابلسي ، زنيبر و اللائحة طويلة .
و لم تكن كلية الحقوق تفتقر هي الأخرى لقامات علمية فذة و منهم الدكاترة و الأساتذة: علال الفاسي ،عزيز بلال ،فتح الله والعلو، عبد الرحمان القادري ،الماشيشي …الخ .
و فيما بعد لم نكتف باكتشافنا لعوالم المعرفة و العلم ،بل ترددنا كثيرا على مقر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بشارع :” لافوازيي” بالقرب من السفارة الليبية.
كذلك لم نكن في البداية فاعلين في الفعل النقابي الطلابي ، بل ملاحظين في أغلب الأحيان .
نحضر التجمعات و نكتفي بترديد الشعارات ، وذلك لخوفنا و خجلنا و عدم ثقتنا في الغير و هي طباع لازمتنا و أتينا بها من مدينتنا الصغيرة ،المهمشة و المحافظة .
إنها فترة السبعينات و التي شهدت أحداثا هزت العالم على المستويات : السياسية ،الثقافية و الفكرية و الاجتماعية .

يتبع…

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading