أفكر بصوت عال ;  ماما فرنسا.

17 أكتوبر 2022

ذ . إدريس حيدر

لعل الجميع متفق على أن بعض المستعمرات السابقة ل” فرنسا” و منها المغرب ، جعلت من اللغة الفرنسية و فرنسا ضرورة تكاد تكون عقيدة و مرد ذلك هو أن النخب في تلك الدول انتسبت إلى المدرسة الفرنسية ،فنهلت من معين الثقافة الفرنسية و من إشراقات ” عصر الانوار”.
و هذا المعطى جعل تلك الدول و نخبها، ترتبط ب” ماما فرنسا” بحبل سري ، و أصبحت بمقتضى ذلك الواقع ، كل سياساتها تملى عليها من دوائر صنع القرار الفرنسي .
و هذا هو واقع حال العلاقات المغربية/الفرنسية ، و التي و بالرغم من الهزات التي كانت تعتريها بين الفينة و الأخرى ، إلا أنها ظلت متينة و قوية .
و المتتبع النبيه لمد و جزر تلك العلاقة ، لابد و أنه مدرك ،إلى إنها تمر ببرودة ، لها أسباب كثيرة منها :
* مزاحمة المغرب لفرنسا في عمقها الإفريقي و خاصة في غربها و ذلك باستثماراته المتنوعة في حقول مختلفة .
* انخراط المغرب في تحالف جديد مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل، مع الأخذ بعين الاعتبار ” أجندتهما “التي تختلف كليا عن سياسة ” فرنسا” في المنطقة.
* التقارب الجديد للمغرب مع : إسبانيا، ألمانيا و هولندة بمعنى رسم معالم جديدة للدبلوماسية المغربية .
* توجه فرنسا نحو الجزائر، بغية حصولها على الغاز الجزائري و حفاظها على مصالحها التاريخية معها.
* عدم التحاق فرنسا بالدول الغربية التي دعمت المغرب بخصوص المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي.
هذا فضلا عن أن فرنسا لازالت في حالة ارتباك ، خاصة و انها تعلم أن العالم له الآن قطبان متنازعان على مستويات عدة ،هما : الصين و الولايات المتحدة الأمريكية، و انها هي الأخرى لازالت تبحث لنفسها عن موقع بين هذين العملاقين.
و بهذا الخصوص فهي تلاحظ تقارب أمريكا مع المغرب و مراهنة الصين على هذه الأخيرة و جعلها منصة تصدير و تصنيع نحو إفريقيا .
هذا الاختلاف جعل فرنسا تتخذ بعض الإجراءات المضرة بالمغرب منها : رفض إعطاء تأشيرات لبعض المغاربة و منهم بعض رجال الأعمال و غيرهم .
و رد المغرب بأن مناهجه الدراسية ستجعل اللغة الإنجليزية تحظى باهتمام خاص ( غالبا ) على حساب اللغة الفرنسية ، بمعنى آخر البدء في إعداد نخب المستقبل المرتبطة بامريكا و غيرها.
إن التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية المغربية ،الهادفة إلى التخفيف من تبعيته ل:” ماما فرنسا” و لعبه دورا جيوسياسيا و استراتيجيا مهما ،لا بد أن يُحَصن بالانتقال الديمقراطي الذي طال انتظاره.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading