البروفيسور عز الدين ابراهيمي:
عندما تلتقي بنفسك… و أنت في حالة شرود
بينما و أنا أخذ مكاني بالملعب… إذا بهذا الطفل فجأة يقف فوق رأسي و بتجاهل تام… يجلس بجانبي… أختلس النظر إلى يديه فأجد عليها أثر خدشات… و للتو تعرفت على هذه الكدمات و الخدشات و الندوب التي مازالت تؤثث ذاتي كتذكار لتسلق أسوار الملعب البلدي لدار الدخان… فعرفت أنه حتما تسلق الأسوار للدخول للملعب… و بما أني رأيت نفسي فيه… نسيت أولادي و تقربت منه و جمعت رباطة جأشي… و تركت “عزالدين الطفل” يسأله… “أنت كذلك نقزتي”… بكبرياء و نخوة يجيبني… لا (أنا ماشي بحالك)… لا… أنا “سلت” من الغابة… أحملق فيه و هو يتابع… أجي بعدا أنت… لقد لاحظت أن الكثيرين يأخذون معك صورا تذكارية… علاش زعما؟… باغتني العفريت… فتلعثمت و همست في أذنه… لا والو… يظنون أنني مهم… و الحقيقية بيني و بينك… هذا غير صحيح… يرتاب من جوابي و ينظر إلي بنظرة غير مصدق و لكنه يستطرد… ليس مهما من تكون أو ما تقوله… و لكن من حقي أنا كذلك أن ألتقط صورة معك… أجبت بحبور… بكل فرح… فكيف ل عزالدين اليوم أن لا يأخذ صورة مع عزالدين البارحة… فطلبت منه أن يناولني هاتفه… ابتسم لسؤالي البليد و أخبرني بأنه لا يملك واحدا و أن علي أن أرسل الصور ل”حنان”… و بدون تردد نفذت أوامره أو أوامر عزالدين الصغير… و بدون تردد أخذت مجموعة من الصور و نقلهتا فورا ل حنان و برقمي الخاص… نعم… لقد استسلمت لهذا الأنا الجالس بجانبي و الذي أخذ كل مساحتي و هامشي في التشجيع و الهتاف… بل أنساني أولادي و مرافقي… و أنساني في وحيد و في المباراة… كل همي في تلك اللحظات، صار هو الاستمتاع ب “طفل الغابة” و معه ب عزالدين الصغير…
و قبل نهاية المقابلة بدقائق… استدار صديقي نحوي و اعتذر قائلا أن عليه أن ينصرف لأن الطريق “تابعاه”… فسألته عن وجهته فقال… تمارة مشيا على الأقدام… وقف صديقي و أزال الغبار عن ثيابه… و بكل ثقة قال… إلى الملتقى عمي عزالدين… استقمت و عانقته و كأني أفارق نفسي… و تابعته بنظراتي حتى اختفى…لأجد بعدها نفسي وحيدة بين ألآلاف من الأشخاص… مذهولا بفراقه… و كأنه طيف أو ملاك أسعد ليلتي بعفويته و برائته… ثم ذهب و راح و بدون رجعة… مواساتي لنفسي… أني أملك رقم تليفون حنان… و التي لا و لم ولن أجرأ أبدا أن أسالها عن صديقي و لا عن إسمه… هل يسأل أحد عن نفسه… أو ربما تراني… أخاف أن أفقد نكهة البراءة و العفوية و النخوة التي تركها لقاءه العابر… لقاء من نوع أخر… لقاء مع عزالدين الصغير و الذي أشتاق إليه كثيرا…
جمعة مباركة أينما كنتم و وجدتم…