هل يسأل أحد عن نفسه ؟؟

18 يونيو 2022

البروفيسور عز الدين ابراهيمي: 

عندما تلتقي بنفسك… و أنت في حالة شرود
بينما و أنا أخذ مكاني بالملعب… إذا بهذا الطفل فجأة يقف فوق رأسي و بتجاهل تام… يجلس بجانبي… أختلس النظر إلى يديه فأجد عليها أثر خدشات… و للتو تعرفت على هذه الكدمات و الخدشات و الندوب التي مازالت تؤثث ذاتي كتذكار لتسلق أسوار الملعب البلدي لدار الدخان… فعرفت أنه حتما تسلق الأسوار للدخول للملعب… و بما أني رأيت نفسي فيه… نسيت أولادي و تقربت منه و جمعت رباطة جأشي… و تركت “عزالدين الطفل” يسأله… “أنت كذلك نقزتي”… بكبرياء و نخوة يجيبني… لا (أنا ماشي بحالك)… لا… أنا “سلت” من الغابة… أحملق فيه و هو يتابع… أجي بعدا أنت… لقد لاحظت أن الكثيرين يأخذون معك صورا تذكارية… علاش زعما؟… باغتني العفريت… فتلعثمت و همست في أذنه… لا والو… يظنون أنني مهم… و الحقيقية بيني و بينك… هذا غير صحيح… يرتاب من جوابي و ينظر إلي بنظرة غير مصدق و لكنه يستطرد… ليس مهما من تكون أو ما تقوله… و لكن من حقي أنا كذلك أن ألتقط صورة معك… أجبت بحبور… بكل فرح… فكيف ل عزالدين اليوم أن لا يأخذ صورة مع عزالدين البارحة… فطلبت منه أن يناولني هاتفه… ابتسم لسؤالي البليد و أخبرني بأنه لا يملك واحدا و أن علي أن أرسل الصور ل”حنان”… و بدون تردد نفذت أوامره أو أوامر عزالدين الصغير… و بدون تردد أخذت مجموعة من الصور و نقلهتا فورا ل حنان و برقمي الخاص… نعم… لقد استسلمت لهذا الأنا الجالس بجانبي و الذي أخذ كل مساحتي و هامشي في التشجيع و الهتاف… بل أنساني أولادي و مرافقي… و أنساني في وحيد و في المباراة… كل همي في تلك اللحظات، صار هو الاستمتاع ب “طفل الغابة” و معه ب عزالدين الصغير…
و قبل نهاية المقابلة بدقائق… استدار صديقي نحوي و اعتذر قائلا أن عليه أن ينصرف لأن الطريق “تابعاه”… فسألته عن وجهته فقال… تمارة مشيا على الأقدام… وقف صديقي و أزال الغبار عن ثيابه… و بكل ثقة قال… إلى الملتقى عمي عزالدين… استقمت و عانقته و كأني أفارق نفسي… و تابعته بنظراتي حتى اختفى…لأجد بعدها نفسي وحيدة بين ألآلاف من الأشخاص… مذهولا بفراقه… و كأنه طيف أو ملاك أسعد ليلتي بعفويته و برائته… ثم ذهب و راح و بدون رجعة… مواساتي لنفسي… أني أملك رقم تليفون حنان… و التي لا و لم ولن أجرأ أبدا أن أسالها عن صديقي و لا عن إسمه… هل يسأل أحد عن نفسه… أو ربما تراني… أخاف أن أفقد نكهة البراءة و العفوية و النخوة التي تركها لقاءه العابر… لقاء من نوع أخر… لقاء مع عزالدين الصغير و الذي أشتاق إليه كثيرا…
جمعة مباركة أينما كنتم و وجدتم…

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading