الأستاذ محمد العياشي الحمدوني: رجل تعليم من الرعيل المؤسس ، ورائد جمعوي فذ

23 يوليو 2022

بقلم: أمينة بنونة

شخصية اليوم عرفته منذ طفولتي، باعتباره صديقا مقربا لوالدي، ورفيقه في عدة انشطة تربوية واجتماعية داخل المدينة، بالإضافة إلى أنه كان صاحب مكتبة قبالة بيتنا بشارع التلمساني، كنا يوميا نراه بجلبابه وطربوشه الأحمر، وهو يستقبل زبناءه. إنه الأستاذ محمد العياشي الحمدوني.
هو من مواليد القصر الكبير سنة 1922. بدأ تعليمه بكتاب الفقيه أحمد الريسوني بحومة القطانين في القصر الكبير. ثم التحق بالمعهد الديني، وكان مقره بالجامع الأعظم. بعد ذلك انتقل الى مدينة تطوان، حيث التحق بمعهد مولاي المهدي سنة 1939، وكان يديره الشيخ محمد المكي الناصري. وقد اجتاز المرحوم محمد العياشي الحمدوني امتحان الشهادة الابتدائية، ثم قضى بالتعليم الثانوي اربع سنوات، مما مكنه من الالتحاق بقسم المعلمين، وبعد سنتين من الدراسة فيه،اجتاز امتحان التخرج فحالفه النجاح. وعُيّنَ بمدرسة خميس الساحل بناحية العرائش، ثم في المدرسة الابتدائية العربية الإسبانية بالعرائش، ليتمكن من العودة إلى مدينته القصر الكبيسر، حيث ألحق بمدرسة سيدي بو احمد سنة 1953.
ونظرا لكفاءته، وقع عليه الاختيار كمعلم منتدب لتدريس التاريخ والجغرافية في المعهد الثانوي المغربي (ثانوية المحمدي)، بعد ما اجتاز مباراة توظيف الأساتذة. وفي سنة 1961انتقل الى المعهد الاصيل مدرسا لنفس المادة. وفي سنة 1963عين حارسا عاما بنفس المعهد الى أن أحيل على المعاش.
كما أنه كان ناشطا ثقافيا وجمعويا داخل المدينة وخارجها. فقد انخرط في عدة جمعيات منها:
_عضو جمعية قدماء معهد مولاي المهدي بتطوان.
_عضو جمعية حفظة القرآن الكريم بتطوان .
_عضو جمعية الطالب المغربية بالقصر الكبير .
_عضو نادي الوحدة المغربية بالقصر الكبير .
_رئيس فرقة الاتحاد للتمثيل.
_ عضو فرقة الاتحاد للتمثيل والموسيقى (برآسة السيد أحمد الخباز) بالقصر الكبير.
_عضو فرقة الإتحاد القصري العرائشي للتمثيل والموسيقى.
_عضو مؤسس في جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير.
ـ رئيس جمعية المتقاعدين المدنيين بالقصر الكبير منذ انشائها.
كما كان من مؤسسي مدرسة التقدم الحرة للبنات بالقصر الكبير عند إنشائها بداية الاربعينيات بإدارة المرحومة عزيزة الأزرق.
كما كان أحد مؤسسي فرع معهد مولاي المهدي بالقصر الكبير، الذي أحدث في الأربعينيات بإدارة المرحوم الناصري، وتم إغلاقه بعد السنة الدراسية الأولى بأمر من السلطات المحلية. وفضلا عن كل ذلك، كان ناشطا إعلاميا بالإضافة الى انشطته الثقافية والمسرحية. وفي هذا المجال نقرأ في كتاب المرحوم الأستاذ بوسلهام المحمدي “أدباء ومفكرو القصر الكبير المعاصرون: بحث وتراجم”:
((وقد كان ينشر مقالاته ومراسلاته في الصحف الآتية: الوحدة المغربية، الشعب، منبر الشعب، الرأي العام، وأغلب هذه المقالات والمراسلات كان يدور حول الشؤون المحلية لمسقط رأسه : القصر الكبير .)) (ص. 208).
وفي هذا المجال الصحافي والإعلامي، تميزت مراسلاته بتنوع الأسلوب من مقال وشدرات إلى أخرى. قال عنها كاتبنا المتميز الأستاذ محمد العربي العسري في الجزء الأول من كتابه “أقلام وأعلام من القصر الكبير في العصر الحديث: ملامح من حياة مقاطع من نصوص”:
((وكتابة المقالة عند الأستاذ الحمدوني لها نكهتها الخاصة وطابعها المتميز ، هي قريبة الشبه من كتابة أصحاب ( العمود الصحفي ) الذين يتناولون بقلمهم قضايا الناس والمجتمع، يعرضون في كلمات قليلة ما يقوله غيرهم في صفحات. ومن ثم جاءت كتابته عبارة عن أسطر معدودة، ابتعدت عن الحشو الزائد ولم يمل صاحبها الى التأنق في العبارة واختيار اللفظ. وكان من الذين يرون بأن خير الكلام ما قل ودل.)) (ص. 343 ).
وقد دأب المرحوم محمد العياشي الحمدوني على نشر مراسلات خاصة بالتعازي، يقول عنها الأستاذ محمد العربي العسري في نفس الكتاب والصفحة:
((ومن جملة النشاطات التي دأب رحمه الله على مما رستها في السنوات الأخيرة، والتي تعد بحق من إحدى ـ فضائله ـ ومكرماته، مراسلاته في ركن (التعازي) كان يعتبر أن من واجبه نشر تعازي بعض من كانوا ينتقلون إلى عفو الله من مدينة القصر الكبير وناحيته.))
لقد توفي الأستاذ محمد العياشي الحمدوني يوم 15 فبراير 2008 ، ودفن بمسقط راسه القصر الكبير . تغمده الله برحمته وأكرم مثواه.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading