اعتراف مستحق لاول طبيبة نساء بالمغرب ، تحيل نفسها على المعاش بطنجة

24 يناير 2022

ذة : مليكة الثومي

انها الدكتورة الزهرة الفقيه اللنجري ، المرأة العصامية الصامدة ، ابنة مدينة القصر الكبير ، المدينة التي انجبت الأفذاذ من المثقفين والمفكرين والادباء والسياسيين ،نساء ورجالا ، كما انجبت الأعداد من الشخصيات الهامة في مجالات اخرى .
الدكتورة الزهرة الفقيه اللنجري ، خاضت مسيرة علمية عملية حافلة بالعطاء الايجابي في ميدان الطب بالمغرب ، وفي طنجة بالخصوص لانها قضت فيها اطول مرحلة من عمرها المهني .
لقد توجت مسيرتها الدراسية التي تلقتها في اسبانيا باقامة تخصص في الولادة والعقم عند النساء ، لتعود الى بلدها المغرب ، منتصبة الهامة تخوض تجربة مهنية ناجحة باحدى المستشفيات العمومية بمدينة العيون ابان استرجاع الصحراء المغربية الى حضيرة الوطن الأم ، في سبعينيات القرن الماضي. ومن العيون الى مدينة طنجة التي كانت بالنسبة لها متنفسا بديلا عن صوت المدافع والدبابات التي كانت تقض مضاجعها هناك .
اشتغلت بالمستشفى القرطبي مدة طويلة اظهرت فيه كفاءتها المهنية بامتياز تام من خلال ما تلقته وما كانت تواظب على تلقيه من تجديد في مجال عملها ، اذ كانت تتردد على اسبانيا باستمرار لحضور المؤتمرات واللقاءات العلمية التي كانت تعقد هناك ، حبا منها في تطوير وتجديد معارفها .
بعد ذلك لسبب او لاخر انتقلت من القطاع العام الى القطاع الخاص الذي ابلت فيه البلاء الحسن بشهادة جل ساكنة طنجة ، وبعد ذلك بدأت تظهر في ميدان عملها نساء ينافسنها في نفس التخصص، الامر الذي قوى عندها عزيمة الاشتغال اكثر من اجل عطاء اكبر .
الدكتورة الزهرة الفقيه اللنجري ، نار على علم بانسانيتها ، بكفاءتها ، بجديتها واخلاصها ، بحبها لمهنتها ، وفي معاملتها مع مرضاها والأطقم التي اشتغلت معهم . ولم يعرف عنها ابدا في أوساط المصحات الطبية انها تجري وراء الاطماع المادية ، بل كان همها الوحيد ، هو حسن تعاملها مع الناس لكسب قلوبهم ، تبكي بكاء الضعيف ، وتقف بجانب المحتاج المحروم تحث قناعة واحدة انها ابنة الشعب فعليها ان تخدمه، ومؤمنة بقول الشاعر : ( ابي الفتح البستي )
أحسن الى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الانسان احسان .

نعم امراة انت سيدتي المحترمة ، ونعم طبيبة مقتدرة انت ، سيدتي المكرمة ، هنيئا لك وألف شكر ، عرفت كيف تجمعين بين حب المهنة وحب المجتمع للنهوض بالوطن .

ولا أدل على هذا انها اليوم وهي في كامل وعيها العقلي ، وصحتها الجيدة ، اتخذت قرار توقفها عن العمل بعد سنوات طوال من الجهد والعطاء ، ايمانا منها بان تخصصها ولجه شباب طموح من الذكور والاناث ، فلتترك لهم الفرصة لابراز كفاءتهم العلمية .
انما الذي أثارني في توقف الدكتورة عن عملها بحكم قرابتي منها هو : المبادرة الهامة التي أقبلت على فعلها واتمنى ان تعمم لانها توحي بروح الوطنية الصادقة التي تتحلى بها ، مبادرة قل نظيرها في زمن التنافسية المهنية ، والجري وراء الكسب المادي ……
لقد جمعت كل التجهيزات الطبية التي كانت تشتغل بها في عيادتها، وقدمتها هدية لواحد من مستشفيات الصحة العمومية بمدينة شفشاون ، المستشفى الذي لحقه حريق في الماضي القريب ، وأودى ببعض معداته الطبية .
قمة السعادة كانت تغمرها هذا الاسبوع وهي تسلم معداتها الى ادارة المستشفى بمدينة شفشاون وبحضور مسؤولين من رجال السلطة طالبة ابعاد وسائل الاعلام عنها حتى لا تتصدر بمبادرتها النجومية التي رفضتها خلال مسارها العملي .
قمة السعادة حد البكاء من الفرحة وهي تتلقى الشهادات الكتابية ، والمكالمات الهاتفية من النساء اللواتي تتبعن عندها حملهن او العلاج ،
سؤال عريض : ألا تستحق هذه الطبيبة تكريما يليق بمقامها كانسانة خدومة للبلد ، وباعمالها الجليلة التي سجلها لها تاريخ مدينة طنجة ؟؟؟؟؟
جواب مختصر ، قليلة هي وناذرة المباذرات التي كرمت فيها بعض الوجوه المتالقة التي تستحق الثناء والتقدير والاعتراف باعمالها وانجازاتها بعيدا عن التملق والنفاق ، او الهواجس والمطامع والمصالح الضيقة .
اتمنى ان تنشر بيننا ثقافة الاعتراف وتتسع ، كي نقر لبعضنا ونعترف بفضل ومجهودات كل من ساهم في خدمة هذه الارض وساكنتها ، او بذل مجهودا او حقق انجازا ، لنبعد عنا المكاره التي تحبط الأعمال وتقتل المجهودات .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading