Deprecated: Automatic conversion of false to array is deprecated in /homepages/4/d885985160/htdocs/ksar.es/wp-content/themes/amnews/includes/fonts.php on line 616

أفكر بصوت عال: مهزلة أخرى.

24 يوليو 2022

إدريس حيدر

تسببت في الأيام الأخيرة درجات الحرارة المرتفعة جدا و التي اقتربت من 40 درجة مئوية و أحيانا تجاوزتها و كذا الرياح العنيفة إلى اندلاع النيران و الحرائق الخطيرة في مناطق مختلفة من البلاد .
و من المعلوم أن البلاد تتعرض منذ أيام عدة لموجة حرارة شديدة و مرتفعة اقتربت من 46 درجة مئوية ،في وقت تعاني فيه جفافا استثنائيا و إجهادا مائيا.
و حسب التقديرات الأولية فقد تضررت بسبب هذه الحرائق ما يزيد عن 9000هكتار من الغابات و الغطاء النباتي.
و قد جرى إجلاء ما يزيد عن 1325 أسرة موزعة على 19 دوارا ،استنادا إلى مصادر محلية ، كما التهمت النيران 170 منزلا ،كما خلفت خسائر جسيمة طالت حوالي 400 هكتار من الأشجار المثمرة و الصنوبر ، و بالتالي فقد بعض المنكوبين كل ما يملكون من مساكن و ماشية ،بحيث أصبحوا بدون مأوى و لا مصدر لهم للدخل. كما سجلت هذه الأحداث موت أحد الأشخاص.
هذه الوقائع أثارت النقاش القديم / الحديث ، حول شروط الاستفادة من تعويضات صندوق الكوارث الطبيعية المغربي إلى الواجهة و أحقية ” ضحايا الحرائق ” في الحصول على تعويض عن الخسائر المادية التي لحقتهم .
و يجدر التذكير أنه و في سنة 2020 بدأ العمل بصندوق التضامن ضد الكوارث الطبيعية حيز التنفيذ ،بموجب القانون : 110.14 الخاص بإحداث نظام لتغطية الخسائر الناجمة عن كوارث طبيعية ، غير أنه يتعين في البداية إعلان ما حدث ” كارثة طبيعية ” و هذا ما لم تعلنه الحكومة علاقة بالحرائق التي شبت بشمال المغرب على وجه الخصوص.
فبالرغم من الإجراءات المستعجلة و المحدودة ؟؟؟؟؟؟التي اتخذتها إلا أنها لم تعلن أن ما وقع يعتبر “كارثة طبيعية ” و بالتالي لا تطالها مقتضيات القانون المشار إليه أعلاه.
و من جهة اخرى فبالرغم من إخماد النيران المؤقت ( لقد اشتعلت النيران من جديد قرب قرية ” صخرة القط ” و نواحيها ) في مناطق مختلفة من المغرب ،فإنها خلفت خسائر كثيرة منها :
– القضاء على الغطاء النباتي.
– نفوق الحيوانات و الطيور و المواشي .
– فقدان السكان المجاورين لتلك الغابات لممتلكاتهم و منازلهم .
إن قوة الحرائق استنفرت بعض من السلطات المحلية و عناصر القوات المساعدة و مصالح الدر ك الملكي و رجال الوقاية المدنية ، كما تمت الاستعانة بطائرتي ” كنادير “من أجل إخماد الحرائق .
غير أن ما أثار التقدير ،الاحترام و الإعجاب هو عمليات التطوع التلقائي التي قام بها شباب المناطق المنكوبة و المجاورة ، و التي كانت تهدف إنقاذ البشر و الحيوان ، توزيع المواد الغذائية و قنينات الماء التي تطوعت بها جهات مختلفة من المجتمع المدني ، و كذا المساعدة في إخماد النيران.
كان أولئك الشباب ينجزون تلك الملاحم بعرقهم و دمهم و أحيانا في عمق الليل حيث تنعدم الرؤية و تكثر الصعاب.
كل هذه الأحداث الكارثية التي عصفت بالارض و الإنسان كانت تقتضي انتقال أعلى المسؤولين في البلاد إلى تلك المناطق ، لمشاركة الساكنة آلامها و التخفيف عنها و رفع معنوياتها و إعطاء الأوامر قصد التدخل العاجل من أجل احتواء الكارثة.
و هذا ما قام به السيد رئيس الحكومة الإسبانية” سانشيز ” الذي انتقل إلى الأمكنة التي نشبت بها الحرائق ،و نفس الشيء قام به الرئيس الفرنسي ” ماكرون “.
و هذه هي القيم النبيلة للفعل السياسي واطلاع المسؤول بالمسؤولية التي انيطت به و التي من أجلها تم انتخابه.
غير أنه و بموازاة مع هذه الكارثة التي اتت على الأخضر و اليابس ، و بينما كان سكان المنطقة يعيشون الخوف و الذعر على أبنائهم و ممتلكاتهم ، كان السيد رئيس الحكومة و بعض من أفرادها يحضرون مهرجان ” تيميتار ” بأكادير، حيث نقل الإعلام الرسمي انخراطهم و مشاركتهم في تلك الاحتفالات الغير المجدية ،فيما جزء كبير من الشعب يحترق بمعية ممتلكاته و حيوناته
و إنها لعمري مهزلة أخرى …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading