ذ : إدريس حيدر
و بالتالي أصبحن ينظمن أنفسهن لمواجهة المفاجآت غير السارة في تلك المحطات الصعبة.
كَرٌّ و فَرٌّ ، جَرْيٌ و تَوَقُّفٌ ، صُياحٌ و زَغَارِيد.
كُنَّ قطب جذب للصحافيين و خاصة الأجانب منهم ، و كانت أغلفة بعض المجلات العالمية تحمل صور الأمهات المناضلات ،خاصة صورة المرأة الشقراء الأمازيغية ” داميا” التي كانت تغطي رأسها بمنديل بسيط ذو ألوان قزحية ، وبفم مفتوح تعلن الرفض المطلق للاستبداد و الانتصار للحرية .
كانت تلك الأمهات تشبهن إلى حد كبير ابناءهن في بنية الجسد و حركاته و أشياء صغيرة أخرى، و أحيانا في الادوار المتقمصة لكل منهم ، فمثلا كانت بعض الأمهات تشبه أبناءها المعتقلين في القدرة الهائلة على قيادة العمل السياسي أو في التنظيم أو في امتلاك مهارات في التكتيكات من أجل تحقيق الأهداف المنشودة.
كان المعتقلون بمثابةاسرة واحدة ، بحيث كان البعض منهم يُصاحب رفيقه إلى المزار للسلام على أسرته و الإطمئنان عليها.
و كانت تلك النسوة ،أمهات لكل المعتقلين ، فيما هؤلاء كلهم ،هم الآخرين ، كانوا أبناء لهن.
تطورت العلاقات بين أمهات المعتقلين ،و اقتربن أكثر لبعضهن ،لكونهن كن يعانين نفس المعاناة ، ألا و هي اعتقال فلذات أكبادهن، فقط، لكونهم رفضوا الإذلال و ناضلوا من أجل الكرامة و الحرية .
تشكيل : إدريس حيدر
