رحيل رحيم … ليس موتا

29 سبتمبر 2022

ذ محمد أكرم الغرباوي

جمعتهم حرقة الحياة . ومرارة ماء حياء . و لمة غذر الزمن و سواد المسير . فرحلوا جمعا مذكرا . حيث الله وحده رحمان رحيما .
من اختارتهم الجرعة الأخيرة المريرة الغاذرة . هم أنفسهم من وثقوا في مرارة الألم و الضياع و التهميش و أحاديث وسب المارة و الجالسون فوق كراسي النخبة و المقاهي … هم أنفسهم الذين كانوا قبل طريق الألم أصدقاء الطفولة و الأحياء الشعبية التي تحن على الجميع كماهي الآن تبكيهم وترثيهم وتواسي الآهالي . هم أنفسهم من وثقوا في الحلم و الأمل و الأهل و العمل و الدراسة و …. وخانتهم الثقة نفسها . خانهم التمسك و التنسك و الوازع و …..
هؤلاء جميعا ضحايا الصمت عنهم . ضحايا المراكز المغلقة و المغلفة يافطاتها . ضحايا دعم جماعي كتب على ورق … هؤلاء من اختارهم القدر . من رحلوا … ولم يموتوا … فقد ماتوا مرارا وعددا و تكرارا منذ وثقوا في الخلاص . في الاخر المتقذ يوما .
رحلوا وتركوا كثيرا من قفشاتهم وضحكاتهم وصخبهم وسبهم و سخطهم و فرحهم الجنوني نكاية في التعاسة ووقاحة الأمل وغذر الحب
من رحلوا . لم يموتوا . اذ علموا أن الموت لم يعد موتا منذ مات معنى الحياة .
رحلوا وتركوا سؤالا كبيرا . متى تتوقف ضريبة الحياة
الآمنة .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading