ذ محمد أكرم الغرباوي
جمعتهم حرقة الحياة . ومرارة ماء حياء . و لمة غذر الزمن و سواد المسير . فرحلوا جمعا مذكرا . حيث الله وحده رحمان رحيما .
من اختارتهم الجرعة الأخيرة المريرة الغاذرة . هم أنفسهم من وثقوا في مرارة الألم و الضياع و التهميش و أحاديث وسب المارة و الجالسون فوق كراسي النخبة و المقاهي … هم أنفسهم الذين كانوا قبل طريق الألم أصدقاء الطفولة و الأحياء الشعبية التي تحن على الجميع كماهي الآن تبكيهم وترثيهم وتواسي الآهالي . هم أنفسهم من وثقوا في الحلم و الأمل و الأهل و العمل و الدراسة و …. وخانتهم الثقة نفسها . خانهم التمسك و التنسك و الوازع و …..
هؤلاء جميعا ضحايا الصمت عنهم . ضحايا المراكز المغلقة و المغلفة يافطاتها . ضحايا دعم جماعي كتب على ورق … هؤلاء من اختارهم القدر . من رحلوا … ولم يموتوا … فقد ماتوا مرارا وعددا و تكرارا منذ وثقوا في الخلاص . في الاخر المتقذ يوما .
رحلوا وتركوا كثيرا من قفشاتهم وضحكاتهم وصخبهم وسبهم و سخطهم و فرحهم الجنوني نكاية في التعاسة ووقاحة الأمل وغذر الحب
من رحلوا . لم يموتوا . اذ علموا أن الموت لم يعد موتا منذ مات معنى الحياة .
رحلوا وتركوا سؤالا كبيرا . متى تتوقف ضريبة الحياة
الآمنة .