لبيب المسعدي :
هذا الطفل الضخم والمتوحش الذي في الصورة إسمه يوسف الركاب. تجمعنا صداقة صافية وقهقهات خالية من أي نقط صفراء. في لحظات صفاء، أفرغ كلانا ما في جعبته من قصص معاش لا نبوح بها إلا ناذرا ومع القلوب البيضاء.
هذا الرجل الطيب إبن حي المناكيب المنسي كان يستيقظ باكرا، وقبل أن يعالج معدة الثلميذ الذي كان يدرس في الأقسام الإبتدائية، كان يقصد سوق ولاد حميد مستغلا حجمه وقوته لحمل السلع وإفراغ الشاحنات المحملة بخيرات الوطن من خضر وفواكه. هذا المناضل عانى من خيانة الوطن والأصدقاء فأدى الثمن غاليا وحيدا مدة من الزمن بكت فيها أمه دم الظلم والحكرة والشوق.
هو صديق مختلف تماما عن باقي أصدقائي المتزنين الذين يمثلون المحبة واللباقة وٱداب المجلس. لكنني أحبه وفقط، أحبه بصدق حبا نظيفا من النفاق والمصلحة وما قبلها وبعدها. أتذكر جيدا يوم التيقنا لأول مرة في مكتبته حيث يبدع مع شريكه الغالي العزيز هو أيضا. أتذكر وأنا أشرح له بشغف عن مغامرتي الإنسانية، فكان رده : لبيب سير قود بحال لفرنسا. واستمر في أمنيته هاته حتى غادرت فعلا بعد أربع سنوات ونصف. كنت أعرف جيدا أن نصيحته في محلها، قالها عن حب لأنه كان يخاف علي من أن تقرع ناصيتي مع حائط واقع نسيته، واقع مجتمع بئيس لم أعد أفهم ما بين سطور علاقاته الإجتماعية التي عادت كحفل ضيوفه يغيرون أقنعتهم بين أطباق الوليمة.
يوسف كبر وتعلم جيدا حقيقة هذا المستنقع الذي ننتمي إليه، وأصبح رب شركة يبحث فيها عن رزق حلال، يستيقظ مع العصافير وينام بعد اتصاله بشريكه وبالخبير المحاسب لشركاته الناجحة. نجه صديقي المتوحش ابن حي المناكيب بعد ان وسع دائرة معارفه بأشخاص علموه أن حب الوطن يكمن في نجاحك ومعركتك مع الفرص النادرة والأبواب التي لا تفتح إلا في وجه المحاربين.
صديقي المحارب ينفعل بسرعة ويبكي بشكل أسرع أنا الذي أعرف جيدا الزوج الوفي والأب الطيب ومعاركه الخاصة والخاصة جدا مع فلداته كبده.
أنا أيضا ورغم مظهري الصعب الساخر التافه، بكيت معه مرات ومرات.
يوسف الركاب توسع في أنشطته المقاولاتية، فبعد حانوت الانترنيت و الكتب المدرسية وأقلام ديال درهم، دخل عالم سوق الأعمال والخدمات.
هذا كله لأقول لكم أنه ربح سفقة تسيير مسبح المحلة وسيبدع في ذلك، و تذكروا هذا الأمر. سيبدع لأن ثقافة المقاول عنده تسري في دمه بتواز مع روح الإنسانية الطاغية عليه رغما عنه. فقد كان دائما أول المستجيبين والمدعمين لأي نداء ومبادرة إنسانية
و أختم.. أغلبيتكم تسائلوا وانتقدوا ثمن ولوج المسبح الذي هو 30 درهم؟ إليكم هذا الاعتراف، اتصل بي رغم بعدي عنه ب 2300كيلمتر وقال لي : لا كنتي باقي باغي تعيش فالمغرب أجي هاك السوارت ديال مسبح المحلة.
قتلو بشرط نديرو مطعم راقي والدخلة ب 100درهم.
ضحك وقال لي خليك فبلادك وعندك ترجع.
بقية هاته التدوينة فيها من الخصوصية التي لا تنشر لقراء المستنقع. من بينها قصة مضحكة لا بأس في نشرها ألا وهي : تعرضت لكسر خطير في أصبع الإبهام يوم زيارة القنصل الفرنسي لجمعية معا لفك العزلة عن المسنين وأجريت عملية جراحية في مستشفى خاص بالرباط، ونصحني الطبيب الجراح في مكتبه المليئ بصوره مع الاسرة الملكية، بالترويض الطبي وأنا المغربي الفرنسي الفقير طلبت من يوسف المتوحش رقم عيادة زوجته التي تعمل في هذا الميدان والكل يشهد لها بالكفاءة. فكان رده : سير أنا عنضرب الدين ديماك مراتي ما كدلكش للرجال. ألم أقول لكم أنه متوحش ههههه. داز الوقت وبغا يطلب الطنجية من المدام ولكنني لم أخد ثأري منه، عزيز عليا بزاف.
برافو يوسف برافو