أمينةبنونة:
عن أي سلام سنتحدث في ظل جائحة كوفيد 19؟.
إن السلام حالة تتميّز بانعدام العنف، والتحرر من الخوف منه، وبالتالي فإن مصطلح السلام يطلق على المجتمعات التي تنعم بالأمن والأمان، والتي تتميز علاقات أفرادها بالهدوء دون صراعات أو انقسامات مؤذية. على أن مصطلح السلام يستخدم بوجه خاص في السياسة الدولية، باعتباره حالة منافية للحروب الطاحنة وأعمال العنف المدمرة، التي سادت خلال مختلف العصور، وخصوصا العصور الحديثة.
إن السلام الحقيقي هو الهدوء والأمان والسكينة وغياب الصراعات، ومن وجهة النظر العسكرية والسياسية، هو غياب الاضطرابات والأعمال العنيفة، كالحروب والثورات. ومع ذلك، فبالرغم من وجود السلام في أي دولة، فإن الأمر قد لا يخلو من وجود بعض الاضطرابات، التي تأحذ شكل صراعات معتادة، كالمناقشات والقضايا الرياضية والحملات الانتخابية، والمناكفات الحزبية .
ومع اقتحام جائحة كوفيد 19 مؤخرا، لكل دول العالم بما فيها المغرب، تبين بجلاء أن عدو البشرية المشترك هو فيروس لا يكل في تهديده لصحتنا وأمننا ومعايشنا. فقد أوقعت هذه الجائحة اللعينة عالمنا، في حالة من الاضطراب، حيث بينت لنا بأن عدو الإنسانية الذي يجب أن توجه الحرب ضده هو الفيروسات الخبيثة، كما ذكّرتنا بأن ما يحدث في جزء واحد من الأرض، أصبح يؤثر في الناس بكل مكان، فكما أصبح يقال إن العالم صار قرية صغيرة. وبذلك طردت الجائحة أي شعور بالسلام في هذه الحياة، مادام السلام كما سبق، يعني التمتع بالأمن والأمان والصحة والاطمئنان والهدوء والهناء الخ…
فعن أي سلام سنتحدث إذن في ظل جائحة كوفيد 19؟.