ذ : إدريس حيدر :
استمرت حياتي كسائق سيارة الأجرة بين صعود و هبوط ، و في إحدى صباحات شهر أبريل ،حيث يكون الجو صحوا و نسائم الورود و الأزهار تعطر كافة الارجاء بروائح زكية ،كما هو الشأن في كل فصول الربيع ،حيث تكون الطبيعة في عرسها السنوي مزهوة و جميلة.
في تلك الأجواء البهية ،طلب مني شابان وسيمان و انيقان و في مقتبل العمر ،و يحمل كل منهما في يديه حقيبة يدوية ،إيصالها إلى إحدى المطاعم المشهورة في المدينة و التي يرتادها علية القوم .
نفذت المطلوب مني ، لكنهما الحا علي أن أعود لنفس المكان ، لآخذهما ثانية إلى إحدى الفنادق حيث يقيمان و حددا لي الموعد في الساعة الخامسة بعد الزوال ، و لتورطي في الالتزام ودفعي إلى العودة إلى عين المكان ،أغذقا علي بمال وفير ،أثار لدي بعض الشكوك .
و لأنني كنت محتاجا إلى ذلك المال فلم اعلق على تلك الهبة أو الاعطية الغير المبررة.
من ناحية أخرى بحثت عن مبررات لذلك السخاء الحاتمي للشابين، فخلصت إلى ان الأمر عادي و يقع في مرات كثيرة ، و أن سائق سيارة الأجرة يلتقي مع الكريم و البخيل و غيرهما .
نفذت وعدي و التزامي ،و أعدت الشابين إلى حيث يقيمان ، و انصرفت لأكمل عملي إلى حوالي منتصف الليل.
و عند دخولي المنزل في تلك الساعة المتأخرة منهكا و متعبا ،أكد لي أفراد عائلتي أن المدينة شهدت قبل قليل انفجارات متتالية و مهولة في إحدى الأحياء الراقية ،استهدفت مطاعم ،ملاهي ليلية و فندق كبير ،و أن الأمر حسب بيان الحكومة يتعلق بعمليات إرهابية .
شعرت ببعض القلق و لم اكن أدري السبب.
و بعد يومين من وقوع ذاك الحدث الرهيب ،تم إيقافي من طرف الشرطة ،ذُهِلْتُ و لم اكن أدري السبب .
نُقِلت على وجه السرعة من طرف بعض الأشخاص الغلاظ و الذين ينتمون إلى اجهزة مكافحة الإرهاب او المخابرات إلى مكان غير معلوم .
يتبع….
تشكيل : إدريس حيدر.