متاهة (03)

24 سبتمبر 2021

ذ : إدريس حيدر :

استمرت حياتي كسائق سيارة الأجرة بين صعود و هبوط ، و في إحدى صباحات شهر أبريل ،حيث يكون الجو صحوا و نسائم الورود و الأزهار تعطر كافة الارجاء بروائح زكية ،كما هو الشأن في كل فصول الربيع ،حيث تكون الطبيعة في عرسها السنوي مزهوة و جميلة.
في تلك الأجواء البهية ،طلب مني شابان وسيمان و انيقان و في مقتبل العمر ،و يحمل كل منهما في يديه حقيبة يدوية ،إيصالها إلى إحدى المطاعم المشهورة في المدينة و التي يرتادها علية القوم .
نفذت المطلوب مني ، لكنهما الحا علي أن أعود لنفس المكان ، لآخذهما ثانية إلى إحدى الفنادق حيث يقيمان و حددا لي الموعد في الساعة الخامسة بعد الزوال ، و لتورطي في الالتزام ودفعي إلى العودة إلى عين المكان ،أغذقا علي بمال وفير ،أثار لدي بعض الشكوك .
و لأنني كنت محتاجا إلى ذلك المال فلم اعلق على تلك الهبة أو الاعطية الغير المبررة.
من ناحية أخرى بحثت عن مبررات لذلك السخاء الحاتمي للشابين، فخلصت إلى ان الأمر عادي و يقع في مرات كثيرة ، و أن سائق سيارة الأجرة يلتقي مع الكريم و البخيل و غيرهما .
نفذت وعدي و التزامي ،و أعدت الشابين إلى حيث يقيمان ، و انصرفت لأكمل عملي إلى حوالي منتصف الليل.
و عند دخولي المنزل في تلك الساعة المتأخرة منهكا و متعبا ،أكد لي أفراد عائلتي أن المدينة شهدت قبل قليل انفجارات متتالية و مهولة في إحدى الأحياء الراقية ،استهدفت مطاعم ،ملاهي ليلية و فندق كبير ،و أن الأمر حسب بيان الحكومة يتعلق بعمليات إرهابية .
شعرت ببعض القلق و لم اكن أدري السبب.
و بعد يومين من وقوع ذاك الحدث الرهيب ،تم إيقافي من طرف الشرطة ،ذُهِلْتُ و لم اكن أدري السبب .
نُقِلت على وجه السرعة من طرف بعض الأشخاص الغلاظ و الذين ينتمون إلى اجهزة مكافحة الإرهاب او المخابرات إلى مكان غير معلوم .

يتبع….

تشكيل : إدريس حيدر.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading