بقلم : فاطمة الزهراء الحراق
يوم صوري، فلكلوري، نكتة لاعلاقة لها بالمهاجر، شعارات لا أقل ولا أكثر على لافتة تزين مدخل “الولاية”
جرت العادة قبل الجائحة أن “يُحتفَى” باليوم الوطني للمهاجر في عمالة إقليم العرائش والتي أصبحت حالياً ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة عمالة اقليم العرائش.
إسم لا يرقى إلا تطلعات المهاجر، حيث كان يحضره بعض المهاجرين الذين يتم استدعاؤهم من طرف قُيَّاد المقاطعات القاطنين بها الذين لديهم مشاكل في العقار والبناء وغير ذلك، والذين استعصت عليهم حل مشاكلها.
كان يستثنى المثقفون والأطر والكفاءات، وكذلك المنابر الاعلامية، من هذا الاجتماع، والمسؤول عن تسجيل هذا اللقاء والتوثيق هو شخص تابع للعمالة، لتمرير فكرة أنه كان يوماً تواصلياً بامتياز وكان هناك حضور مشرف للهيئات العليا.
لكن على الأقل كان من قبل يحظى هذا اليوم بحضور العامل والباشا و القُياد و الهيئات الإدارية كهيئة الجمارك والتعمير ورؤساء الإدارات العمومية.
كنا، بصراحة، مستائين، حيث كنا مضطرين لسماع تخاريف وأحاجي المبادرة الوطنية وشكاوي المهاجرين الشخصية، إذ طالبنا باستمرار أن تُطبع هاته الأحاجي في كتيبات ( منجزات كانت تبقى معظمها حبر على ورق) توضع في مدخل المصالح العمومية، كما طالبنا أيضاً بتخصيص مكتب للاستماع لمشاكل المهاجرين والعمل على حلها، حتى لا تضيع عليهم العطلة، ولكن هناك مشاكل مازالت عالقة لأزيد من عشر سنوات مما جعل المهاجر يفقد الثقة في هذه الهيئات الحكومية ويبقى أمامه حل وحيد، وهو طرح مشاكله أمام الملأ في هذا اليوم.
كنا نأمل في الاستجابة لمطالبنا وتحسن في مستوى الاستقبال لهذه الجالية و الاحتفاء بمعنى الاحتفال، لكن، للأسف، تحول الوضع من سيء إلى أسوء.
فبعد الجائحة،
بعدما كان الاستقبال في قاعة الندوات والحفلات، أصبح الاستقبال في خيمة كأننا في عقد قران في سوق إمشليل أو إحدى الأسواق القروية الأسبوعية، حيث يُباع ( الدوا دالبرغوث وسراق الزيت).
بعد الاحتجاجات من طرف بعض المهاجرين على هذا التعامل الدوني اللا مسؤول، أمر نائب عامل الإقليم بالانتقال إلى غرفة صغيرة مخصصة للاجتماعات لا تتعدى طاقة استعابها عشرين (20) شخصاً، فكان هذا الأخير مضطراً لطرد بعض من الناس ليتركوا أماكنهم لجلوس أشخاص آخرين، من أجل الاستماع إليهم في جو فوضوي، وبعد سخطنا واحتجاجنا على هذا الاستقبال غير اللائق و انسحابنا، تم إقناعنا وحثنا للنزول إلى القاعة المخصصة سابقاً لهذا الحدث.
وهكذا، وفي جو من الغيظ والاستياء والفوضى وسوء التدبير والتنظيم، تم الاستماع إلينا من طرف أشخاص أوهمونا أنهم يحسنون الإصغاء، في حين تبين لنا أنهم غير مهيئين للإنصات ونقل صوتنا للهيئات العليا، وقد أعربنا عن استيائنا مما يلي:
أولاً: غياب عامل الإقليم بحجة تواجده في مكان الحرائق التي عرفها الإقليم والتي تم السيطرة عليها وإطفاؤها منذ أسابيع.
ثانياً: غياب رئيس المجلس البلدي بحجة خروجه في عطلة.
ثالثاً: غياب باشا المدينة و بعض الهيئات والسلطات التي كان من الواجب أن تكون حاضرة كي ننقل إليها مطالبنا المتعلقة بالمشاكل التي تتخبط فيها المدينة.
رابعاً: مهزلة الاستقبال في الخيمة السوقية في الفضاء الخارجي للعمالة أو الولاية.
خامساً: سوء إدارة الحوار من طرف نائب عامل الإقليم وقمع بعض المشتكين ورداءة أسلوب الحوار كأننا لسنا في إدارة عمومية بل في سوق عمومي.
سادسا: غياب أجواء الاحتفال، الحلوى والشاي ليست من أولويات أو اهتمام المهاجر المثقل بالمشاكل والهموم ولا من طرف الحضور فمنهم من يتبع الحمية ومنهم من لديه مرض السكر، ولكن وجب علي ذكرها حتى يعرف القارئ أن الحلوى والشاي كانت للصور فقط حيث تم اخفاؤها بسرعة البرق.
وعليه، نطالب نحن بعض أفراد الجالية العرائشية بما يلي:
1. إعطاء هذا اليوم حقه الذي أشار إليه عاهل البلاد والذي أعطاه أيضاً حيزاً من العناية والاهتمام.
2. أن يقوم عامل المدينة بفتح مكتبه أوائل شهر غشت للاستماع لهذا المهاجر حفاظاً على ماء وجهه وتفاديا
لذرف الدموع و استصغاره وتحقيره و التشهير به.
3. أن يحضر عامل الإقليم على الأقل حتى نتشرف بمعرفته بما أنه جديد على المنطقة.
3. حضور باشا المدينة و رئيس المجلس البلدي وكل الهيئات الادارية من أجل الاستماع للمهاجر في طرحه للمشاكل المتعلقة بالمدينة المهترئة شوارعها وانعدام الأمن و”السيبة” التي تعرفها والأوساخ التي أصبحت تميزها عن باقي المدن و….
جميع مدن الشمال مزدهرة، ماعدا العرائش، أصبحنا نشك أنها تنتمي لهذا الوطن الذي نفتخر به.
4. نطالب بتوجيه الدعوة إلى الأطر المهاجرة والكفاءات من أجل تبادل الأفكار والخبرات من أجل تحسين أوضاع المدينة والاستثمار فيها.
5. توجيه الدعوة الى جميع الجمعيات المحلية و المنابر الإعلامية بصفة رسمية دون استثناء.
6. جعل يوم المهاجر يوم احتفال حقيقي بكل ما تعنيه الكلمة.
الجالية جزء من الوطن ومورد مهم جدا لإنعاش الاقتصاد ولا يحق لأحد أن يتعامل معها بهذه الطريقة الدونية
أتمنى أن تصل هذه الرسالة المتواضعة لأعلى سلطة.
ابنة البحر والوادي
الحراق ف ز