بقلم : محمد الحاجي
بسرعة حوّل مشعلو “الميتشا ” من الإخوان الجزائريين تعبير أحمد الريسوني ” المسيرة إلى تندوف ” إلى ” الزحف على الجزائر ” و تبع ذلك آلاف التعليقات التي تسب أصل و فصل و دين و ملة المغاربة مرفوقة بالنعوت المضحكة و الكليشيهات ديال تقبيل الأيادي و عبيد المخزن و بائعو الحشيش و طبالة النظام الملكي التوسعي ..
أحمد الريسوني مواطن مغربي لا يمثل إلا نفسه و له الحق في التعبير عن وجهة نظره ( التي قد يشاطره فيها الرأي عدد كبير من المغاربة ) دون الأخذ بعين الإعتبار لحساسية الموضوع أو للحسابات السياسية المعقدة التي تخوضها الدولة المغربية في علاقاتها الدولية .. وجهات النظر الشخصية قد تصيب و قد تخطئ ، لكنها لا تُلزم أحدا غير صاحبها ، و في الكثير من بلدان العالم المتحضر لازالت تخرج الآراء الشخصية للمثقفين و الباحثين حول الحقوق التاريخية و التفسيرات الشخصية لمراحل قديمة من النزاعات الحدودية بين هذه البلدان ، لكنها لا تتسبب في كل هذا الجدل و هذه الضجة و إخراج الأحقاد المريضة .
فيما يتعلق بتندوف .. لنفترض أن أحمد الريسوني غير كيخربق و يتعاطى حشيش كتامة كما وصفوه .. لكن التاريخ الذي ليس له أقنعة أو يشتغل لحساب المخزن يقول أن منطقة تندوف ظلت تابعة للمغرب حتى خروج المستعمر الفرنسي من المنطقة ، و كانت ملحقة بالقيادة الجهوية العسكرية لأݣادير و الوثيقة المرفقة أسفله هي عريضة من السكان هناك للسلطات في باريس يرفضون فيها المشاركة في استفتاء استقلال الجزائر سنة 1962 .. ببساطة لأنهم مواطنون مغاربة و لا دخل لهم في الموضوع .