Deprecated: Automatic conversion of false to array is deprecated in /homepages/4/d885985160/htdocs/ksar.es/wp-content/themes/amnews/includes/fonts.php on line 616

القصر الكبير: مدينة فوق مدينة ؟!

14 أغسطس 2022

بقلم د . عبد الرزاق الجباري
————–
تعتبر مدينة القصر الكبير، الواقعة بشمال المغرب، من أقدم الحضارات المغربية، حيث أثبتت الدراسات الأركيولوجية أن الوجود البشري بها يعود إلى العصر الفينيقي، وذلك قبل الميلاد بحوالي 12 قرنا.
وبعد الحضور الفينيقي، جاءت الإمبراطورية القرطاجية فاستعمرت المدينة، قبل أن تبسط عليها الإمبراطورية الرومانية سلطتها، لتصبح مدينة رومانية بامتياز، وسميت يومئذ بالرومانية ب: “أوبيدوم نوفوم”، أي “القلعة الجديدة”.
ومما تواتر الخبر بشأنه، أن هذه المدينة قد انطمس جزء كبير منها بفعل ارتفاع مجرى وادي لوكوس، وبنيت على أنقاضها مدينة أخرى سميت فيما بعد بقصر كتامة، ثم القصر الكبير. ومؤيدات ذلك عديدة، منها:
– اكتشاف آثار قديمة تحت الأرض تعود إلى العصر الفينيقي، وأخرى إلى العصر الروماني، وذلك بمحيط الوادي المذكور، حيث تقع دار الدباغ اليوم، وهي عبارة عن قطع أثرية من فخار ورخام وعملات نقدية.
– اكتشاف نقائش قريبة من نفس المكان بالرومانية، خصوصا تلك التي وجدت بصومعة الجامع الأعظم الذي أسسه المرينيون.
– الراجح أن أصل مبنى هذا الجامع روماني، ولا أدل على ذلك من شبه “المطفية” التي تم اكتشافها تحته في ثمانينات القرن الماضي بمناسبة إصلاحه، والتي تبلغ مساحتها 70 متر مربع، وتتخذ شكل أقواس مرتفعة بحوالي أربعة أمتار، فضلا عن بعض النقائش الرومانية الأخرى.
– أن مبنى هذا الجامع، باعتباره أقدم معلمة تاريخية بالمدينة، يقع بأطراف المدينة الحالية على ضفة وادي لكوس، وهو ما يتناقض مع السياسة العمرانية لكل التجمعات السكانية، حيث يتم اختيار وسط المدينة لمثل هذه المراكز الاجتماعية والثقافية وليس هامشها، مما يدل على أنه جزء من مدينة “أوبيدوم نوفوم” التي ذهب بها الوادي.
– اكتشاف بقايا أسوار رومانية وأقواص وأزقة بمجرى وادي لوكوس بمحيط المدينة الحالية.
وتأسيسا على ذلك، يمكن القول بأن جزء من المدينة القديمة للقصر الكبير بُني فوق مدينة أخرى أقدم منها، طمس معالمها الكبرى وادي لوكوس، ولم يبق منها سوى موقع الجامع الأعظم وما يحيط به من حي باب الوادي، أما حي باب الشريعة، وإن كان من مشتملات المدينة القديمة، فقد بني نتيجة التوسع الذي شهدته هذه الأخيرة خلال القرن 12 الميلادي، وبعده حي باب سبتة الذي بني خلال القرن 16 ميلادية.
———-
عبد الرزاق الجباري

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading