ذ . إدريس حيدر :
و بمعجزة تم إنقاذه ، و علمت الجهات المسؤولة ، بأن ذاك الفعل الجرمي كان وراءه مجموعة من التلاميذ .
حُفِظَ الملف درءا لصب الزيت في النار و في نفس الآن لتهدئة الوضع.
غير أن مصالح الاستخبارات قررت ، أمام هذا المستجد ، نقله إلى مدينة أخرى بعد أن انكشف أمره ، و بالتالي تم إعفاؤه من عمله المخابراتي.
ذاع صيته باعتباره كان واشيا بالمناضلين بالصف الطلابي أثناء دراسته بالجامعة ثم التلاميذي، آنذاك أدرك الجميع سبب انتقاله من شرطي عادي إلى طالب يتابع دراسته بكلية الآداب .
كان الرجل إذن قد كُلِّفَ بعمل مخابراتي و تجسسي و بهذه الصفة ، قدم كثيرا من الطلاب و التلاميذ قربانا لمقصلة الاستبداد .
عُيِّنَ ” مصطفى الطائر ” في إحدى الثانويات العريقة للمدينة التي تم نقله لها ، و ربط بسرعة علاقات مع بعض الأطر الشرقية العاملة في قطاع التعليم بالمغرب ، و ابتعد كثيرا عن مصاحبة غيرهم .
غير أن سلوكا مشينا لزمه منذ زمن ليس بالقصير ، و طفح إلى السطح أخيرا و هو افتراسه و تعنيفه للنساء ، حيث كان يربط معهن علاقات غرامية تنتهي غالبا باعتدائه عليهن بالضرب المبرح.
و بعد تقدمه في السن بعض الشيء ، أصبح يتصيدهن و خاصة الثريات منهن ، أو اللائي يشتغلن إطارات في بعض المؤسسات الحكومية أو القطاع الخاص و لهن دخل محترم .
و أحيانا كان يتزوج بالبعض منهن لمدد قصيرة ، بعد أن يقضي وطره منهن و يَنْصِبُ عليهن، حيث إنه كان يختلس اموالهن، حِلِيهن و ممتلكاتهن و يرميهن إلى المزبلة .
كان قد استيقظ فيه وحش الانتقام من النساء نظرا لكون أمه رمته في حضن المجهول بعد ارتكابها لخطيئتها ، و بالتالي فكل النساء – حسب اعتقاده – يستحقن العقاب الشديد .
تذكر أمه التي ربته و تكفلت به و أحسنت إليه و كانت تعيش وحيدة بعد موت أبيه و طلب منها الالتحاق به للعيش معه ، مقترحا عليها بيع المنزل الذي عاشت فيه ما يزيد عن نصف قرن .
لقد كان محتاجا لبعض المال الذي سيساعده على الظهور بمظهر أكثر أناقة و جاذبية ، ليتمكن بسهولة أكثر من النصب على السيدات .
و هكذا أقنع أمه بضرورة العيش معه عوض البقاء وحيدة بعد وفاة والده .
التحقت به حيث هو ، و قام ببيع منزل العائلة و اشترى به سيارة فارهة و بعض الأثاث الجميل للمنزل الذي يقيم فيه .
استمر يمارس لعبته التي يبدو أنها استهوته و هي النصب على السيدات من خلال الزواج بهن و الاعتداء عليهن فيما بعد بل و سرقتهن و تطليقهن.
و في نفس الآن أصبح عدوانيا اتجاه أمه التي كانت تقلق لغيابه الشبه الكلي عن المنزل ، حيث كان يتركها وحيدة و مهملة .
يتبع…