إدريس حيدر :
اطلعت في الأيام الأخيرة على هامش اغتيال الصحافية المقتدرة: ” شيرين ابو عقلة ” على تحاليل و قراءات ،لأناس نكرة ،مفادها أنه لا يصح أن تنعت القتيلة ب” الشهيدة ” ،لأن هذه التسمية لا تطلق على غير المسلم.
إن هذه الأفكار الشاردة تبعث على التقزز و الاشمئزاز في لحظة ألم ،و أن إثارتها لا معنى لها.
إنها هرطقة تضر و لا تنفع و لا تفيد .
و لِعِلْمِ هؤلاء ،فإن ” الشهيدة ” :” شرين أبو عقلة ” ،قُتِلَتْ بدم بارد ، و يذهب بعض المحللون إلى كون تصفيتها ، جاءت كرد فعل على التقرير الخطير ، الذي كانت قد أنجزته ، عقب العمليات التي قام بها الفدائيون الفلسطينيون و الذي كان تحت عنوان ” نهاية إسرائيل ” و أرفقته بصور ” فيديو ” ينقل الرعب الذي أصاب اليهود جيشا و سكانا.
و المرحومة لم تكن صحفية محترفة و محترمة فقط ،بل إنسانة شامخة ذات مواقف قوية و نبيلة .
فهي تسكن بيتا بسيطا وسط القدس بجانب أبناء شعبها و الحال أن باستطاعتها أن تعيش حياة مخملية ، ثم إنها وفرت إفطارات رمضانية لذوي الاحتياجات الخاصة ، و تكلفت أكثر من مرة بتكاليف العلاج و الدواء للفقراء و المحتاجين من مالها الخاص.
هذا فضلا عن كونها ظلت مرابطة في المسجد الأقصى طيلة شهر “رمضان ” الماضي .
لهؤلاء أقول:
لقد استقرت رصاصة الجيش الصهيوني في رأس صحفية مسيحية ، لكن تم تشييعها على أكتاف مسلمة .
و قد رُفِعَت ترانيم في كنيسة ” القيامة ” و تَلَتْها هُتافات بالتكبير.
و في نفس الآن سُمِعَت هتافات في الكنيسة تصيح :
” لا إله إلا الله و الشهيد حبيب الله…”
يا سادة :
إنها فلسطين ، و الشهيدة هي ” شرين ابو عقلة ” .
انتهى الكلام…