إشراقة … الشهيدة :

15 مايو 2022

إدريس حيدر : 

اطلعت في الأيام الأخيرة على هامش اغتيال الصحافية المقتدرة: ” شيرين ابو عقلة ” على تحاليل و قراءات ،لأناس نكرة ،مفادها أنه لا يصح أن تنعت القتيلة ب” الشهيدة ” ،لأن هذه التسمية لا تطلق على غير المسلم.
إن هذه الأفكار الشاردة تبعث على التقزز و الاشمئزاز في لحظة ألم ،و أن إثارتها لا معنى لها.
إنها هرطقة تضر و لا تنفع و لا تفيد .
و لِعِلْمِ هؤلاء ،فإن ” الشهيدة ” :” شرين أبو عقلة ” ،قُتِلَتْ بدم بارد ، و يذهب بعض المحللون إلى كون تصفيتها ، جاءت كرد فعل على التقرير الخطير ، الذي كانت قد أنجزته ، عقب العمليات التي قام بها الفدائيون الفلسطينيون و الذي كان تحت عنوان ” نهاية إسرائيل ” و أرفقته بصور ” فيديو ” ينقل الرعب الذي أصاب اليهود جيشا و سكانا.
و المرحومة لم تكن صحفية محترفة و محترمة فقط ،بل إنسانة شامخة ذات مواقف قوية و نبيلة .
فهي تسكن بيتا بسيطا وسط القدس بجانب أبناء شعبها و الحال أن باستطاعتها أن تعيش حياة مخملية ، ثم إنها وفرت إفطارات رمضانية لذوي الاحتياجات الخاصة ، و تكلفت أكثر من مرة بتكاليف العلاج و الدواء للفقراء و المحتاجين من مالها الخاص.
هذا فضلا عن كونها ظلت مرابطة في المسجد الأقصى طيلة شهر “رمضان ” الماضي .
لهؤلاء أقول:
لقد استقرت رصاصة الجيش الصهيوني في رأس صحفية مسيحية ، لكن تم تشييعها على أكتاف مسلمة .
و قد رُفِعَت ترانيم في كنيسة ” القيامة ” و تَلَتْها هُتافات بالتكبير.
و في نفس الآن سُمِعَت هتافات في الكنيسة تصيح :
” لا إله إلا الله و الشهيد حبيب الله…”
يا سادة :
إنها فلسطين ، و الشهيدة هي ” شرين ابو عقلة ” .
انتهى الكلام…

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading