الطاووس (4)

13 مايو 2022

تحركت آلة الانتقام منه و من زوجته ” ملاك” من طرف مرؤوسيه ،معارفه و الناس كافة ،بعد أن علموا بقرب نهايته .
حاول الرجل المهم ،مراجعة مسلكياته و الاقتراب من الغير إلا أن ذلك لم يجديه نفعا ،ذلك أن محاولاته جاءت متأخرة .
كما أن زوجته ” الطاووس” حاولت من جهتها هي الأخرى ،ربط الاتصال بأفراد أسرتها و معارفها القدامى ،إلا أنها لم تفلح في إعادة المياه إلى مجاريها ، بل ووجهت بعدم الاهتمام و اللامبالاة و في الرغبة بعدم لقائها .
و كانت البلاد تعرف هزات إجتماعية قوية ،نتيجة الهجوم الشرس على قوت المستضعفين من طرف أصحاب القرار السياسي بتحالف مع الجهات المستفيدة .
و تلا ذلك الاحتقان الاجتماعي و السياسي ،اعتقالات بالجملة ،طالت النشطاء السياسيين ، و لم يُشْرَك زوج ” ملاك” في هذه العمليات و لم تسند له أية مهمة ،و هو الذي كان يعشق هذه المحطات و يمارس فيها جنونه و يسقط على الغير امراضه النفسية .
و بعد هدوء الأوضاع نسبيا ، صدر القرار الذي كان متوقعا و القاضي بإقالته من مهامه و إحالته على التقاعد .
نزل الخبر كالصاعقة على زوجته ” ملاك ” و على غيرها من مقربيه.
و هكذا أصبح الرجل القوي بعد تجريده من مهامه ،رجلا عاديا ، محروما من وجاهته التي أَلِفَها منذعقدين من الزمن .
تحرك في كل الاتجاهات من أجل إعادة اعتباره ،إلا أن الأبواب ظلت موصدة في وجهه و هُمِّشَ تهميشا فظيعا .
و صباح يوم رمادي و خريفي، انتشر خبر انتحاره كالنار في الهشيم ،فقد عُثِر على جثته معلقة في ركن من منزل كان يتردد عليه بصحبة خليلاته ،حيث كان يقضي فيه أوقاتا ملؤها اللهو و المجون و الرقص و شرب الخمر.
و كان يُسَمِّي تلك الإقامة ب ” المنتجع ” و يؤكد أن الاوقات التي كان يقضيها هناك ،كانت بمثابة حقنة يتناولها للتخفيف عن نفسه من الضغط الرهيب الذي كان يُعاني منه .
و شاع همسا ،أن أصحاب القرار السياسي ،ربما هم قاتلوه ،نظرا لكونه كان يحمل اسرارا جد خطيرة ، عن الدولة و عن الأشخاص الذين هم في موقع القرار ،بل و ذات طابع استراتيجي تمس أمنها.

يتبع…

تشكيل : إدريس حيدر.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading