ذ : إدريس حيدر
لم ترزق ” ملاك “بأبناء طيلة عيشها مع زوجها المسؤول المخابراتي ،الذي كانت سمعته في غاية السوء ،حيث اشتهر باستبداده و عنفه و ظلمه للناس كافة ،خاصة مع المعارضين السياسيين بل كان جلادهم أثناء حصص التعذيب.
و كان هو المسؤول و المخطط في طبخ ملفاتهم و الزج بهم في أتون الاقبية السرية و السجون .
و كان على رأس لائحة ضحاياه مناضلي الحركة اليسارية ،حيث كانوا يخضعون من طرفه إلى التعذيب حد الموت.
و كان معلوما بشرهه الكبير ،حيث كان ينهب أموال الدولة ،إيمانا منه أنه الاحق بها لأنه يقدم لها خدمات جليلة .
كان الناس يخافونه بل و يرتعدون منه ،لأنه كان قد أصبح رمزا للقمع و الاستبداد .مر الزمان سريعا و تبدلت الأحوال و أصبحت الدولة تحت مجهر المنتديات الدولية و الحركات الحقوقية العالمية ،باعتبارها سلطة تبيح انتهاك حقوق الإنسان ،بل و تردد اسم الرجل المهم في كل التقارير الدولية باعتباره الجلاد الأول في البلاد ،و قدمت شهادات لبعض الناجين من جبروته، أكدوا فيها لجوءه اثناء التعذيب إلى أساليب غير إنسانية في استنطاقه لخصومه السياسيين .
و إذن أصبح وجوده على رأس جهاز المخابرات ،شبهة و إساءة للحاكمين و لسمعة البلاد .فبدأ التفكير لدى دوائر القرار السياسي في التخلص منه .
و كان الرجل قد بدأ يشعر بدنو اجله في الموقع الذي احتله لزمن ليس بالقصير ، و ذلك من خلال تقزيمه و ذلك بنزعه بعض الملفات السرية ذات الأهمية القصوى .
شعر المحيطون به أنه يحتضر أو في أيامه الأخيرة في موقعه النافذ.
يتبع …
تشكيل : إدريس حيدر.