الجفاف

5 مارس 2022

_ أسامة الجباري : 
فجأة اكتشف الناس حجم الكارثة وصار الكثير منا يتابع كل مساء النشرة الجوية لعلها تحمل لنا الخبر السعيد عن قدوم سحب محملة بالأمطار لتروي ظمأ الأرض، اكتشف الناس من جديد نعمة الماء هذه المادة الحيوية والتي بدونها لن يكون هناك أصلا شيء يسمى الحياة ، فهذه هي غريزة الإنسان لا يعرف قدر الأشياء إلا عند فقدانها أو استشعر الخطر بزوالها، لقد عشت فترة طويلة من عمري في الوكالة المستقلة للماء والكهرباء اتدبر شؤون الناس فيما يخص هذه المادة الأساسية للحياة ووقفت أكثر من مرة أمام أناس بسطاء كانوا يبيعون كل ما يملكون من أجل أن لا ينقطع صبيب الماء عن الحنفية الوحيدة داخل بيوتهم الفقيرة ، جاءتني مرة امرأة بدوية ووضعت فوق المكتب رزمة من النقود وقالت لي باستحياء ” والله يا ولدي ليس لي إلا هذه الدراهم، أعتقد أنها كافية حتى لا تقطعوا عن بيتي الماء” سكتت برهة ثم قالت ” الجوع مقدور عليه أما العطش لا “! كنت أخشى مجرد التفكير في سؤال كان يتبادر إلى ذهني وأنا أشاهد معاناة الناس من أجل الحصول على الماء ” ماذا لو جفت سحب السماء وانقطع المطر؟”.
أمام ندرة الماء فالكل سيعاني ليس الفقراء فقط الأغنياء أيضا فالسماء عادلة حينما تعاقب البشر…أعتقد أن الدولة وصناع القرار واعون لخطورة الوضع أتمنى ان تسير وتيرة بناء معامل جديدة ومتفرقة على طول خريطة الوطن من أجل تحلية مياه البحر بسرعة أكثر وهو المشروع الواعد هذا سيجعلنا في منأى عن الحالة الكارثية التي يسببها الجفاف وضمان الأمن الغذائي للبلاد. فالكثير من الخبراء يتوقعون أن الأرض مقبلة على المزيد من ظاهرة قلة التساقطات نظرا للانحباس الحراري وتغيير المناخ.
اللهم اسقِ عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت”.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading