ذ : إدريس حيدر
أستلذت ” الحاجة عائشة ” تردد ” امخيتر ” عليها ، حيث كسر جدران وحدتها و آنسها و أصبحت تشعر و كأنها متزوجة ، بحيث أن صدى صوته الخشن يظل مترددا على سمعها و في أرجاء بيتها طيلة اليوم.
كان ” امخيتر ” يطمح في أن يصبح قائد دواره ،و لتحقيق هدفه ،يحتاج إلى المال و الجاه و الوضع السليم و المقبول لدى الجميع و هو زواجه.
لذلك خطط بشكل ذكي للوصول إلى قلب ” الحاجة عائشة ” و ذلك بمعاملتها بلطف و نبل و مساندته لها .
و في إحدى الأيام و كان الجو حارا ، و كان ” امخيتر ” قد تولى إدخال بعض المشتريات إلى منزل ” الحاجة عائشة ” ،حيث نزع ثيابه إلا من سرواله و انطلق بسرعة و خفة في عمله .
كانت واقفة تتأمله ،أعجبها جسده الذي كان مفتول العضلات و يلمع من جراء العرق الذي كان يتصبب منه ، شعرت بجاذبية كبيرة نحوه بل استفاقت لديها أحاسيس أنثوية رهيبة .
و بعد انتهائه من المهمة التي كلف بها ، تجرأت ” الحاجة عائشة ” و هي تحت وقع اللحظة و المعاينة و بدأت تمسح جسده من العرق بواسطة إحدى المناشف
كان ” امخيتر ” يبتسم و يقهقه أحيانا، بل و يهمهم معبرا عن سعادته بذلك ، بل و تأكد أنها وقعت في شباكه.
بدأت ” الحاجة عائشة ” تعبر له عن إعجابها به بين الفينة و الأخرى ، و أبلغته أن تردده عليها قد يخلق إشاعات تشوه سمعتها و تشوش على صورتها الإيجابية التي ارتسمت في ذهن ساكنة دوار ” القنادل ” ،خاصة و أنها امرأة وحيدة و أرملة و بالتالي عليها بالتحفظ و عليه بالتوقف عن التردد عليها ، إلا أن ” امخيتر ” فاجأها عندما اجابها قائلا :
” قطعا لن أتوقف عن المجيء إلى منزلك ،لأنه لا يمكنني العيش يوما واحدا دون أن أراك .
أحبكِ كثيرا ،فلا تحرميني من متعة لقائك فقد أُجَنُّ و أفقد بوصلتي في الحياة .”
ردت عليه :
” أجل سي ” امخيتر ” ( و كانت أول مرة تستعمل فيها كلمة سي ) انا الأخرى محتاجة لك ،لقد ملأت حياتي و قتلت وحش و غول وحدتي و لا أتصور العيش دونك ، لكن في وضع سليم و سيكون ذلك أحسن.
تزوجني سي ” امخيتر ” و لن تندم ، انا و مالي فداك .
أجل أنا اكبرك سنا و لكن الحب لا يقاس بالأعمار، ما رأيك ؟ ”
تيقن هذا الأخير أنه نجح في مخططه الذي رسمه منذ بداية علاقته ب” الحاجة عائشة “.
صمت قليلا و كأن قراره يحتاج إلى بعض التفكير.
ارتبك بعض الشيء أو لعله اصطنع ذلك و اجابها بصوت مبحوح:
” اوافق ،أريدك زوجة لي .”
يتبع…
تشكيل : إدريس حيدر