*قاهر الظلام*

7 يناير 2022

ذة : ربيعة حميحم

همت عشقا به ، منذ تذوقت حلاوة وطعم القراءة ، هو من فطمت على أدبه  ورواياته ، وانغمست وذبت ، في بحر إبداعات على يديه تتلمذت ،  وعلى أدبه ترعرعت  ، ومن فكره  ارتويت وارتشفت حتى ثملت ، هو من يخرجك بأدبه للنور ، مع أنه كان يجهل النور من الظلمة ، الليل من النهار ، يجهل تقاسيم الوجه وتعابيره ، لا يفرق بين ابتسامة ولا دمعة ، لا حبور و لا حزن ، لا سعادة ولا شقاء …….انطفأ نور عينيه صغيرا ، فانطفأ معهما قلبه وسعادته ، لم يكن  العالم قد اكتمل بعد في مخيلته الصغيرة ، لكنه أهدى نور العلم والأدب ، لمحبيه وتلاميذه في كل الدنيا ، هو من أضاء الحياة الأدبية بفكره ، حياته قصة كفاح مرير ، ومخاض عسير ، لكنه مخاض أسفر عن  ولادة عملاق من عمالقة الأدب والفكر ، هو هرم من أهرامات أرض الكنانة  بكل ماتحمل الكلمة  من معنى .
نعم كان أعمى البصر ، لكنه أدرك مالم يستطع إدراكه المبصرون ، الضرير البصير المبصر ، الناقد والقارئ النهم ، الفيلسوف المتفقه ، والأديب الرفيع المثقف ، عزف سيمفونيات خالدة في الفكر والنقد والأدب ، هو من يجعلك تطير معه بلغة تسحر الألباب ، كتب القدر  عليه العيش في ظلام دامس طيلة عمره ، لكن ظلمته أنارت الأدب العربي وأشعلت نوره ، فهو أحد أعمدته بدون منازع ، أثرى المكتبة العربية بكنز ثمين ……. نور ساطع ونجم ثاقب ، علم من أعلام الأدب ، قيمة وقامة كبيرة  …… هو من حير عقلي آنذاك ، وولد لدي آلاف الأسئلة ، كيف يمكن لضرير أن يكتب ويرسم تلك اللوحات الأدبية ، كيف لضرير أن يغوص في دهاليز النفس البشرية ، كيف له أن يصف بدقة متناهية أشياء لم يراها !!!!!!
إنه أديبنا الكبير الدكتور طه حسين ، الأديب والناقد ، رائد حركة التنوير ، هو من يسحرك  بشخصيته الفريدة ، فعصي على الزمان أن يجود بمثله ، فهو شمس ساطعة وهاجة ، قرأت رائعته الأيام ، فبكيت  بحرقة وقهر ، على  الفتى الصغير ، الذي فقد  بصره نتيجة  الفقر والجهل ، أصيب بالرمد في الرابعة من عمره ،  ليفقد بصره للأبد ، مصيبة كبيرة  ولدت يأسا  كبيرا في نفس أبويه ، فأيقن أبوه أن طه قد ضاع مستقبله ، بعد فقده نور عينيه للأبد ، فقد عرضه على دكتور ، أقر أنهم قد تأخروا به كثيرا ، وأن ما أفسده الحلاق لا يمكن أن يداويه الحكيم …….
لم يكن طفلا عاديا  فقد كان مقاتلا  شرسا ، دخل كتاب القرية ليحفظ القرآن الكريم ، لم تنل عاهته من عزيمته شيئا ولا سخرية الأطفال منه ، ولا أقرب المقربين منه ، لم يكن يجد غير دموعه كلما تعرض لمواقف محرجة وما أكثرها ، ينام  ودمعته تسقي خده ، فيحبس نفسه داخل نفسه ….. لم يتكلم أستاذنا  بصيغة المتكلم ، وإنما كان يطلق على نفسه الفتى ……
ولد طه حسين سنة 1889 ، لم يكن طفلا عاديا ، كان سابقا لسنه ، يتميز بفطنة وذكاء وسرعة بديهة ، وطموح كبير ،  عنيد في طبعه متمرد منذ صغره ، نعم كان طيب القلب ، ذو عزة نفس عالية ، لكن العمى قهره وأصبح قدره اللذوذ ، كان يتمنى أن يأخذ بثأره منه ، لينطلق للحياة ويبصر الدنيا ،  وكم كان يتمنى أن يرى وجوه من يحب .
لا أنكر أنني قرأت  سيرته ” الأيام ” عشرات المرات ، لم أكلّ منها ولم أملّ أبدا ، حتى حفظتها ، أحسست بوجعه ، وحرقة قلبه …… هي أول سيرة لرجل كفيف ، بدأ من الصفر ليصل أعلى المراتب ، من الكتاب إلى جامعة السوربون  !!!!!!! عشت معه أدق تفاصيل حياته ، وتعلمت منه  الكثير ، سيرته  دروسا في الإرادة والتحدي ، والاعتداد بالذات والرأي ، والصبر على الجلائد ، والانتصار عليها مهما بلغت وُعورتها  ……..  كانت طفولته شاقة ابتدأها بالمرض والألم ، فقد أبت الأيام إلا أن تشق عليه وترهقه من أمره عسرا .  لكنه  مع ذلك ، كان يتسلل من البيت ليكون من المستمعين للشاعر الذي ينشد في نغمة عذبة غريبة ، أخبار أبي زيد وخليفة وغيرهم …… لكن أخته كانت  تقطع عليه استمتاعه ، لنشيد الشاعر ، فتأبى إلا أن تحمله بين ذراعيها كأنه الثٌّمامة ، لتترك في نفسه  حسرة لاذعة. تعدو به ، حيث ينام على الأرض ، ورأسه على فخد أمه ، ليأخذ جرعة في عينيه المظلمتين من سائل كان يؤلمه ولا يجدي عليه نفعا …….. تنقله الأخت لتنيمه على حصيرة قد بسط عليها لحاف ،  وتغطيه بآخر ، كان نومه مضطربا دائما لخوفه  من العفاريت ، فيلتف في لحافه من رأسه  لأخمص القدمين فلا يترك  منفذا لها …….
كان له مكانا خاصا بين عدد ضخم من الإخوة ، لكنه كان يجد من أبيه معامله استثنائية ، تتسم  بالرفق واللين ، ورحمة ورأفة من أمه لكن تشوبهما الإهمال في بعض الأحيان ، كان يحس بتفوق إخوته  عليه فهم يستطيعون فعل مالا يقدر عليه ، مما كان يغضبه ، فهم يصفون مالا علم له به ، فكيف لا ؟؟؟ وهم يرون  مالا  يراه ، فتولد لديه حزن صامت دفين . حرم على نفسه ألوانا من الطعام ، لم تبح له إلا بعد تجاوزه الخامسة والعشرين ، كالحساء والأرز وكل مايؤكل بالملاعق …… كان يكره أن يضحك إخوته عليه ، ولا يحب بكاء أمه ، وقهر أبيه عليه ، فصار ينكفىء على نفسه في طعامه ويأكل لوحده ، كان يستحضر في هذا  ما حدث لأبي العلاء المعري ، لما خرج إلى الدرس ، فسأله تلميذه : أكلت دبسا يا سيدي ؟ فأسرع بيده وميح على صدره بسرعة ، وقال : قاتل الله الشره !!  فحرم بذلك الدبس على نفسه طول حياته ، كان ابو العلاء يأكل في نفق تحت الأرض ، وقد فهم هذه الأطوار من حياة أبي العلاء حق الفهم لأنه رأى نفسه فيها ، فكم كان يتمنى أن يخلوا إلى طعامه في حجرة خاصة دون رقيب عليه !!!! لكنه استطاع تحقيق ذلك عندما سافر إلى أوروبا ، فكان الطعام يحمل إليه في غرفته ، لكنه ترك هذه العادة ، حينما  خطب قرينته فأخرجته من عادات كثيرة ، كان قد سنها لنفسه ، فقد علمته إيتيكيت الطعام ، فأصبح يجالس العظماء على المائدة ، دونما خجل ولا تردد بمنتهى الشياكة والرونق …..
استطاع الفتى  الصغير ، أن يرسم طريق خاصا في طفولته حتى يتجنب السخرية ، أو أن يتغامز إخوته عليه ، حتى اللعب فقد حرم على نفسه ألوانا منه ، فلا يشارك في معظمها إلا بعقله لا بيده ، مما جعله مستمعا عاشقا للقصص والأحاديث وأن يسمع إنشاد الشعر ، ومن هنا تعلم حسن الإنصات والاستماع ، وحفظ العديد من الأغاني ، والعديد من الأوراد التي كان يتلوها جده الضرير صبحا ومساءا ….. واظب  على الكتاب ، كان يذهب محمولا على كتف أحد إخوته ، فقد كان بعيدا ولا يقوى على قطع تلك المسافة ، تكللت  مسيرته في الكتاب بنجاح مبهر فقد استطاع الفتى الصغير ، من ختم  القرآن الكريم ، وأضحى الصبي بين ليلة وضحاها شيخا ، وهو لم يتجاوز التاسعة من عمره !!!!  لأن من حفظ القرآن فهو شيخ مهما تكن سنه ، لكن الطفل الصغير كان يريد أن يحس بنفسه شيخا حقيقيا ، فيتخذ العمة ويلبس الجبة والقفطان ….. لكنه بقي على حاله ، رغم حفظه القرآن ، مهمل الهيئة بحذاء قديم يتغير مرة واحدة في السنة ، ويمكن أن يمشي حافيا أسبوعا ، أو أكثر حتى يمنوا عليه بحذاء جديد !!! كان يعد الأيام ، حتى يستطيع الذهاب للأزهر فينتظر بفارغ الصبر عودة أخيه الأزهري ،  من القاهرة ليقضي إجازته ويصطحبه بعدها إلى القاهرة ، فالقاهرة للفتى هي  الأزهر ، حيث يوجد (سيدنا الحسين ) والسيدة زينب وغيرهما من الأولياء الصالحين . كان عليه أن يدرس الألفية ويحفظها عن ظهر قلب ، كان أبوه يحفزه بقوله : أرجوا  أن أعيش حتى أراك من علماء الأزهر ، ومن حولك حلقة واسعة بعيدة المدى ….
ثم جاء اليوم الموعود ، وسافر الصبي إلى القاهرة ، تتنازعه مشاعر مختلطة ، من الحزن والخيفة لكنه تكلف الابتسام ، ولو أطلق العنان لنفسه لأبكى من حوله جميعا .
كان سعيدا  وهو يغرف من بحر العلوم الواسع في الأزهر ، مواظبا ،  ليدرس مبادئ الفقه والنحو  حولا كاملا . كان قوي الذاكرة ، فلا يسمع من الشيخ كلمة إلا وحفظها ، ولا رأيا إلا وعاه …… وكان كسائر اقرانه  بارعا في العلوم الازهرية كل البراعة ، ساخطا  على طريقة تعليمها سخطا شديدا !!!!! ، وبدأ صدامه مع الأفكار الرجعية ، وانتقاده التعليم في  الازهر ، وعقم المنهج ، وعدم تطور الأساتذة والشيوخ ، وطرق وأساليب التدريس ، ووصف الأربع سنوات التي قضاها في الأزهر وكأنها أربعون عاما !!!!!
استغرب في إحدى المرات ، حينما ناداه أحد الممتحنين : أقبل يا أعمى …. وقعت الكلمة في قلبه أسوأ وقع ،  بعد أن تعود من أهله كثيرا من الرفق به ، وتجنبهم لذكر عاهته ، وإن لم يكن ينساها بالمرة !!!!! لكنه تقدم بخطى ثابتة ليجيب دونما تردد ، ويجبر الأستاذ على احترامه ومنحه أعلى الدرجات.
انضم الى الجامعة  في أول دفعة ، فكان من  أوائل المنتسبين إليها ، ليدرس الحضارة الإسلامية ، والتاريخ والجغرافيا ، والفلسفة ، واللغات الأجنبية وغيرها …… وليحصل فيها على  أول دكتوراه منها ، ليكون أول طالب يحصل على هذه الدرجة .
وعندما انتقل إلى فرنسا ، قرر أن يقتني نظارة ليغطي عينيه وفهم معنى كلام أبي العلاء المعري  أن العمى عورة ،  لذلك كان هناك  ترابط فكري وعاطفي وإنساني بين الشخصيتين ، لكن طه حسين ، تحدى الظلام ، وجعله حافزا لصنع المستحيل !!!!!!!!  إذ كيف قفز من قرية صغيرة تسمى” قرية الكيلو ” إلى جامعة السوربون بفرنسا .
لم يكن سفره سهلا ، بل حارب وتمسك بحقه في العلم ، لكنه رفض لعاهته ،  فاستنكر قائلا : اذا كانت الطبيعة حالت بيني وبين كثير من نعم الحياة ، فكيف تحرمني الجامعة لذة الانتفاع بالعلم والنفع به ،  ومن حقي في التعلم في فرنسا . وقد رفضته الجامعة لمصاريفه الكبيرة كونه أعمى .
سيرة طه حسين ملهمة ومحفزة للشباب ، هو قدوة قيّمة …….  تدرج في أسمى مناصب الدولة ، ليكون وزيرا للمعارف ، فيحدث زلزالا ، بقراراته الشجاعة في مجانية التعليم ليصبح من حق الفقير ، أن يتعلم  فلا يقتصر التعليم ، على طبقة معينة وأن يصبح من حق الجميع مثل الماء والهواء .
كان معجبا بأبي العلاء المعري ، الشاعر الفيلسوف التشاؤمي  “رهين المحبسين ” ، الذي زهد الحياة ورغب عن سنتها ، وامتنع عن اكل الطيور ، وامتنع عن الزواج بقوله ” هذا ما جناه علي أبي ، وماجنيت على أحد” ،  فهو لا يرى جدوى في البكاء على عزيز فُقد ، ولا في الترنم والاحتفال بصبي ولد . وقد أثارت أطروحته موجة عالية من الانتقاد  ” تجديد ذكرى أبي العلاء ” .
لكن طه حسين تحرر من عباءة أبي العلاء التشاؤمية ، وانطلق للحياة وأحبها عندما صادف نصفه الآخر “سوزان بريسو ” رفيقة الدرب والكفاح  ، عشقه السرمدي ، من جسدت الأنثى الملهمة والداعمة ، واليد الخفية في حياة أديبنا الكبير …… وكأنما خلقت له ، و من ضلعه لتكون مكملا لجسده العليل ، وتكون  عينه التي  يبصر بها ، ويداه التي كان يكتب بها ، وروحه التي تحلق به في سماء الإلهام والوحي ، الملهمة الفرنسية الجميلة ، التي وقعت في غرام ضرير لا حول له ولا قوة ، وتركت شبابا مفعمون بالشباب والحيوية مالذي جذبها اليه ؟؟؟؟؟؟ أظنها  أعجبت بشخصيته القوية وروحه المثابرة ……. وقع في غرامها بمجرد سماع صوتها ، ذاك الصوت العذب الذي كان يغرد في أذنه ، فلم يعد  يعرف الألم  والحزن طريقا لقلبه منذ سمعها !!!!!! وكأن القدر الذي حرمه نور عينيه ، هو من عوضه بزوجة تكون عينه التي يبصر بها ، فقد  رزق زوجة كانت عونا له على الصعاب ، وأصبحت لحياته معنى خاص وأخذ هو منحى آخر ،  تمكن بمساعدتها على الاضطلاع على الثقافة الغربية ، والإبحار والغوص فيها الى حد بعيد ، كان لها عظيم الأثر في حياته ،  فكانت تقوم بدور القارئ له ، كانت زوجة وصديقة ورفيقة له في كل حياته ، هي من كانت تنظم مواعيده وعمله ومقابلاته  ، وترعاه كأنه طفل صغير ، هي من كانت تهون عليه الصعاب ، وتيسر عليه كل عسير ، هي أم أولاده  ” أمينة ومؤنس ” ، من عاشت  معه في بلده ،  وظلت فيها وفية لذكراه حتى بعد رحيله عن الدنيا …….
كانت عصاه التي يتوكأ عليها ، عيناه التي يرى بها ، صوتها راحة ، كان يسمعها بقلبه ووجدانه ، وهي تشرح وتوضح ، وكأنها موسيقى ينتشي بسماعها ويسكر على نغماتها  ……
كان يشاهد معها المسرحيات ، والمعارض الفنية والمكتبات ، فتحولت على يديها النقمة إلى نعمة ، فاستطاع أن يرى  بقلبه مالم يراه بعينيه .
كان مثار إعجاب الحاضرين عندما طلب الصورة الجغرافية لبلاد اليونان ، استغرب الموظفون ، لكنهم اجابوه لطلبه فأخبرهم بانه سيصف بلاد اليونان ، من جنوبها الى شمالها ، وليس عليهم سوى تتبعه بأبصارهم ، ثم استرسل في الحديث فلم يلجلج ولم يتردد ، والطلاب يسمعون ويتتبعون حتى اتم الوصف الجغرافي لبلاد اليونان وسط ذهول الحاضرين وتصفيقاتهم .
هو من يجعلك تشعر بأنك أعمى وكأنه هو المبصر  .
لا شك ان طه حسين كان معلما جيدا للأجيال ، حريصا على اللغة العربية ، من أنصار الفصحى وأشد خصوم العامية ،  بقوله أنها توحد الشعوب ، من المحيط إلى الخليج ، كان ملتزما  في أدبه ، ويعكس مرآة مجتمعه الشرقي ، ويرفض أي قيود عليه من سلطان أوحاكم ، يسعى للحرية في أعمق معانيها .
في مرة من المرات ، زار الملك فؤاد “جامعة الملك فؤاد ” ، وكان طه حسين عميدا لكلية الآداب ، وكان يلقي محاضرة  فدخل الملك ليحضر المحاضرة ،  فتحدث طه حسين عن الاستبداد الملكي واستبداد الملوك بالسلطة ،  وعدم احترام الدستور  الذي كان قد ألغي من يومين ،  فخرج الملك غاضبا قائلا أن طه حسين يقصده بالكلام .
كان  يقود معارك شرسة بسلاح  قلمه الفتاك ، وهو فعلا  قلم فريد ومتفرد ، فلم يكن يخشى في الحق لومة لائم ، ففي 1926 أصدر كتابه ” في الشعر الجاهلي ” المثير للجدل والذي نهج فيه المنهج الديكارتي ، وخلص فيه أن الشعر الجاهلي منحول وأنه كتب بعد الإسلام ، ونسب للشعراء الجاهليين ،ليواجه اتهامات بالخروج عن مبادئ الإسلام …..  تصدى له العديد من علماء الفلسفة ، واللغة وعلى رأسهم الرافعي وغيره .
كان شخصية فريدة متزنة في العلم والثقافة ، عندما يتكلم يصمت الآخرون في حضرته ، يتكلم بتؤدة ومنطق وحكمة ، أسد في عرينه ، فيجسد قوله تعالى ” إنه لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”
ومن أهم أقواله ” ويل لطالب العلم لو رضي عن نفسه”
أقامت له منظمة اليونسكو الدولية حفلا تكريميا أدبيا ليس له نظير ….. وقد ظفر بقلادة النيل والتي لا تمنح الا للملوك ورؤساء الدول .
انتقل إلى  جوار ربه ، عملاق الأدب العربي ، يوم 28 اكتوبر  1973 عن عمر يناهز  الرابعة والثمانون ، تاركا إرثا وأثرا ثمينا
أثرى المكتبة العربية ، وترجمت كتبه الى العديد من اللغات ، وليضرب مثلا عظيما أن لا مستحيل في الحياة ، وأن الإرادة تصنع المعجزات ، هي قصة كفاح تكتب بماء الذهب
وأنه أدرك ببصيرته ، مالم يدركه المبصرون ، .حكمت عليه الأقدار بأن يعيش في الظلام ، لكن الله منحه قدرة لنشر النور والتنوير لمن حوله ، فيهتك أسوار الجهل والخرافة .
رثاه الشاعر نزار قباني بكلمات من ذهب:
ضوء عينيك أم هما نجمتان # كلهم لايرى وأنت تراني
لست أدري من أين أبدأ بَوحي # شجر الدمع شاخ في أجفاني
كتب العشق يا حبيبي علينا# فهو أبكاك مثلما أبكاني
عمر جرحي مليون عام وعام#هل ترى الجرح من خلال الدخان إرم نظارتيك ما أنت أعمى # إنما نحن جوقة العميان

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading