ذة : ربيعة حميحم
همت عشقا به ، منذ تذوقت حلاوة وطعم القراءة ، هو من فطمت على أدبه ورواياته ، وانغمست وذبت ، في بحر إبداعات على يديه تتلمذت ، وعلى أدبه ترعرعت ، ومن فكره ارتويت وارتشفت حتى ثملت ، هو من يخرجك بأدبه للنور ، مع أنه كان يجهل النور من الظلمة ، الليل من النهار ، يجهل تقاسيم الوجه وتعابيره ، لا يفرق بين ابتسامة ولا دمعة ، لا حبور و لا حزن ، لا سعادة ولا شقاء …….انطفأ نور عينيه صغيرا ، فانطفأ معهما قلبه وسعادته ، لم يكن العالم قد اكتمل بعد في مخيلته الصغيرة ، لكنه أهدى نور العلم والأدب ، لمحبيه وتلاميذه في كل الدنيا ، هو من أضاء الحياة الأدبية بفكره ، حياته قصة كفاح مرير ، ومخاض عسير ، لكنه مخاض أسفر عن ولادة عملاق من عمالقة الأدب والفكر ، هو هرم من أهرامات أرض الكنانة بكل ماتحمل الكلمة من معنى .
نعم كان أعمى البصر ، لكنه أدرك مالم يستطع إدراكه المبصرون ، الضرير البصير المبصر ، الناقد والقارئ النهم ، الفيلسوف المتفقه ، والأديب الرفيع المثقف ، عزف سيمفونيات خالدة في الفكر والنقد والأدب ، هو من يجعلك تطير معه بلغة تسحر الألباب ، كتب القدر عليه العيش في ظلام دامس طيلة عمره ، لكن ظلمته أنارت الأدب العربي وأشعلت نوره ، فهو أحد أعمدته بدون منازع ، أثرى المكتبة العربية بكنز ثمين ……. نور ساطع ونجم ثاقب ، علم من أعلام الأدب ، قيمة وقامة كبيرة …… هو من حير عقلي آنذاك ، وولد لدي آلاف الأسئلة ، كيف يمكن لضرير أن يكتب ويرسم تلك اللوحات الأدبية ، كيف لضرير أن يغوص في دهاليز النفس البشرية ، كيف له أن يصف بدقة متناهية أشياء لم يراها !!!!!!
إنه أديبنا الكبير الدكتور طه حسين ، الأديب والناقد ، رائد حركة التنوير ، هو من يسحرك بشخصيته الفريدة ، فعصي على الزمان أن يجود بمثله ، فهو شمس ساطعة وهاجة ، قرأت رائعته الأيام ، فبكيت بحرقة وقهر ، على الفتى الصغير ، الذي فقد بصره نتيجة الفقر والجهل ، أصيب بالرمد في الرابعة من عمره ، ليفقد بصره للأبد ، مصيبة كبيرة ولدت يأسا كبيرا في نفس أبويه ، فأيقن أبوه أن طه قد ضاع مستقبله ، بعد فقده نور عينيه للأبد ، فقد عرضه على دكتور ، أقر أنهم قد تأخروا به كثيرا ، وأن ما أفسده الحلاق لا يمكن أن يداويه الحكيم …….
لم يكن طفلا عاديا فقد كان مقاتلا شرسا ، دخل كتاب القرية ليحفظ القرآن الكريم ، لم تنل عاهته من عزيمته شيئا ولا سخرية الأطفال منه ، ولا أقرب المقربين منه ، لم يكن يجد غير دموعه كلما تعرض لمواقف محرجة وما أكثرها ، ينام ودمعته تسقي خده ، فيحبس نفسه داخل نفسه ….. لم يتكلم أستاذنا بصيغة المتكلم ، وإنما كان يطلق على نفسه الفتى ……
ولد طه حسين سنة 1889 ، لم يكن طفلا عاديا ، كان سابقا لسنه ، يتميز بفطنة وذكاء وسرعة بديهة ، وطموح كبير ، عنيد في طبعه متمرد منذ صغره ، نعم كان طيب القلب ، ذو عزة نفس عالية ، لكن العمى قهره وأصبح قدره اللذوذ ، كان يتمنى أن يأخذ بثأره منه ، لينطلق للحياة ويبصر الدنيا ، وكم كان يتمنى أن يرى وجوه من يحب .
لا أنكر أنني قرأت سيرته ” الأيام ” عشرات المرات ، لم أكلّ منها ولم أملّ أبدا ، حتى حفظتها ، أحسست بوجعه ، وحرقة قلبه …… هي أول سيرة لرجل كفيف ، بدأ من الصفر ليصل أعلى المراتب ، من الكتاب إلى جامعة السوربون !!!!!!! عشت معه أدق تفاصيل حياته ، وتعلمت منه الكثير ، سيرته دروسا في الإرادة والتحدي ، والاعتداد بالذات والرأي ، والصبر على الجلائد ، والانتصار عليها مهما بلغت وُعورتها …….. كانت طفولته شاقة ابتدأها بالمرض والألم ، فقد أبت الأيام إلا أن تشق عليه وترهقه من أمره عسرا . لكنه مع ذلك ، كان يتسلل من البيت ليكون من المستمعين للشاعر الذي ينشد في نغمة عذبة غريبة ، أخبار أبي زيد وخليفة وغيرهم …… لكن أخته كانت تقطع عليه استمتاعه ، لنشيد الشاعر ، فتأبى إلا أن تحمله بين ذراعيها كأنه الثٌّمامة ، لتترك في نفسه حسرة لاذعة. تعدو به ، حيث ينام على الأرض ، ورأسه على فخد أمه ، ليأخذ جرعة في عينيه المظلمتين من سائل كان يؤلمه ولا يجدي عليه نفعا …….. تنقله الأخت لتنيمه على حصيرة قد بسط عليها لحاف ، وتغطيه بآخر ، كان نومه مضطربا دائما لخوفه من العفاريت ، فيلتف في لحافه من رأسه لأخمص القدمين فلا يترك منفذا لها …….
كان له مكانا خاصا بين عدد ضخم من الإخوة ، لكنه كان يجد من أبيه معامله استثنائية ، تتسم بالرفق واللين ، ورحمة ورأفة من أمه لكن تشوبهما الإهمال في بعض الأحيان ، كان يحس بتفوق إخوته عليه فهم يستطيعون فعل مالا يقدر عليه ، مما كان يغضبه ، فهم يصفون مالا علم له به ، فكيف لا ؟؟؟ وهم يرون مالا يراه ، فتولد لديه حزن صامت دفين . حرم على نفسه ألوانا من الطعام ، لم تبح له إلا بعد تجاوزه الخامسة والعشرين ، كالحساء والأرز وكل مايؤكل بالملاعق …… كان يكره أن يضحك إخوته عليه ، ولا يحب بكاء أمه ، وقهر أبيه عليه ، فصار ينكفىء على نفسه في طعامه ويأكل لوحده ، كان يستحضر في هذا ما حدث لأبي العلاء المعري ، لما خرج إلى الدرس ، فسأله تلميذه : أكلت دبسا يا سيدي ؟ فأسرع بيده وميح على صدره بسرعة ، وقال : قاتل الله الشره !! فحرم بذلك الدبس على نفسه طول حياته ، كان ابو العلاء يأكل في نفق تحت الأرض ، وقد فهم هذه الأطوار من حياة أبي العلاء حق الفهم لأنه رأى نفسه فيها ، فكم كان يتمنى أن يخلوا إلى طعامه في حجرة خاصة دون رقيب عليه !!!! لكنه استطاع تحقيق ذلك عندما سافر إلى أوروبا ، فكان الطعام يحمل إليه في غرفته ، لكنه ترك هذه العادة ، حينما خطب قرينته فأخرجته من عادات كثيرة ، كان قد سنها لنفسه ، فقد علمته إيتيكيت الطعام ، فأصبح يجالس العظماء على المائدة ، دونما خجل ولا تردد بمنتهى الشياكة والرونق …..
استطاع الفتى الصغير ، أن يرسم طريق خاصا في طفولته حتى يتجنب السخرية ، أو أن يتغامز إخوته عليه ، حتى اللعب فقد حرم على نفسه ألوانا منه ، فلا يشارك في معظمها إلا بعقله لا بيده ، مما جعله مستمعا عاشقا للقصص والأحاديث وأن يسمع إنشاد الشعر ، ومن هنا تعلم حسن الإنصات والاستماع ، وحفظ العديد من الأغاني ، والعديد من الأوراد التي كان يتلوها جده الضرير صبحا ومساءا ….. واظب على الكتاب ، كان يذهب محمولا على كتف أحد إخوته ، فقد كان بعيدا ولا يقوى على قطع تلك المسافة ، تكللت مسيرته في الكتاب بنجاح مبهر فقد استطاع الفتى الصغير ، من ختم القرآن الكريم ، وأضحى الصبي بين ليلة وضحاها شيخا ، وهو لم يتجاوز التاسعة من عمره !!!! لأن من حفظ القرآن فهو شيخ مهما تكن سنه ، لكن الطفل الصغير كان يريد أن يحس بنفسه شيخا حقيقيا ، فيتخذ العمة ويلبس الجبة والقفطان ….. لكنه بقي على حاله ، رغم حفظه القرآن ، مهمل الهيئة بحذاء قديم يتغير مرة واحدة في السنة ، ويمكن أن يمشي حافيا أسبوعا ، أو أكثر حتى يمنوا عليه بحذاء جديد !!! كان يعد الأيام ، حتى يستطيع الذهاب للأزهر فينتظر بفارغ الصبر عودة أخيه الأزهري ، من القاهرة ليقضي إجازته ويصطحبه بعدها إلى القاهرة ، فالقاهرة للفتى هي الأزهر ، حيث يوجد (سيدنا الحسين ) والسيدة زينب وغيرهما من الأولياء الصالحين . كان عليه أن يدرس الألفية ويحفظها عن ظهر قلب ، كان أبوه يحفزه بقوله : أرجوا أن أعيش حتى أراك من علماء الأزهر ، ومن حولك حلقة واسعة بعيدة المدى ….
ثم جاء اليوم الموعود ، وسافر الصبي إلى القاهرة ، تتنازعه مشاعر مختلطة ، من الحزن والخيفة لكنه تكلف الابتسام ، ولو أطلق العنان لنفسه لأبكى من حوله جميعا .
كان سعيدا وهو يغرف من بحر العلوم الواسع في الأزهر ، مواظبا ، ليدرس مبادئ الفقه والنحو حولا كاملا . كان قوي الذاكرة ، فلا يسمع من الشيخ كلمة إلا وحفظها ، ولا رأيا إلا وعاه …… وكان كسائر اقرانه بارعا في العلوم الازهرية كل البراعة ، ساخطا على طريقة تعليمها سخطا شديدا !!!!! ، وبدأ صدامه مع الأفكار الرجعية ، وانتقاده التعليم في الازهر ، وعقم المنهج ، وعدم تطور الأساتذة والشيوخ ، وطرق وأساليب التدريس ، ووصف الأربع سنوات التي قضاها في الأزهر وكأنها أربعون عاما !!!!!
استغرب في إحدى المرات ، حينما ناداه أحد الممتحنين : أقبل يا أعمى …. وقعت الكلمة في قلبه أسوأ وقع ، بعد أن تعود من أهله كثيرا من الرفق به ، وتجنبهم لذكر عاهته ، وإن لم يكن ينساها بالمرة !!!!! لكنه تقدم بخطى ثابتة ليجيب دونما تردد ، ويجبر الأستاذ على احترامه ومنحه أعلى الدرجات.
انضم الى الجامعة في أول دفعة ، فكان من أوائل المنتسبين إليها ، ليدرس الحضارة الإسلامية ، والتاريخ والجغرافيا ، والفلسفة ، واللغات الأجنبية وغيرها …… وليحصل فيها على أول دكتوراه منها ، ليكون أول طالب يحصل على هذه الدرجة .
وعندما انتقل إلى فرنسا ، قرر أن يقتني نظارة ليغطي عينيه وفهم معنى كلام أبي العلاء المعري أن العمى عورة ، لذلك كان هناك ترابط فكري وعاطفي وإنساني بين الشخصيتين ، لكن طه حسين ، تحدى الظلام ، وجعله حافزا لصنع المستحيل !!!!!!!! إذ كيف قفز من قرية صغيرة تسمى” قرية الكيلو ” إلى جامعة السوربون بفرنسا .
لم يكن سفره سهلا ، بل حارب وتمسك بحقه في العلم ، لكنه رفض لعاهته ، فاستنكر قائلا : اذا كانت الطبيعة حالت بيني وبين كثير من نعم الحياة ، فكيف تحرمني الجامعة لذة الانتفاع بالعلم والنفع به ، ومن حقي في التعلم في فرنسا . وقد رفضته الجامعة لمصاريفه الكبيرة كونه أعمى .
سيرة طه حسين ملهمة ومحفزة للشباب ، هو قدوة قيّمة ……. تدرج في أسمى مناصب الدولة ، ليكون وزيرا للمعارف ، فيحدث زلزالا ، بقراراته الشجاعة في مجانية التعليم ليصبح من حق الفقير ، أن يتعلم فلا يقتصر التعليم ، على طبقة معينة وأن يصبح من حق الجميع مثل الماء والهواء .
كان معجبا بأبي العلاء المعري ، الشاعر الفيلسوف التشاؤمي “رهين المحبسين ” ، الذي زهد الحياة ورغب عن سنتها ، وامتنع عن اكل الطيور ، وامتنع عن الزواج بقوله ” هذا ما جناه علي أبي ، وماجنيت على أحد” ، فهو لا يرى جدوى في البكاء على عزيز فُقد ، ولا في الترنم والاحتفال بصبي ولد . وقد أثارت أطروحته موجة عالية من الانتقاد ” تجديد ذكرى أبي العلاء ” .
لكن طه حسين تحرر من عباءة أبي العلاء التشاؤمية ، وانطلق للحياة وأحبها عندما صادف نصفه الآخر “سوزان بريسو ” رفيقة الدرب والكفاح ، عشقه السرمدي ، من جسدت الأنثى الملهمة والداعمة ، واليد الخفية في حياة أديبنا الكبير …… وكأنما خلقت له ، و من ضلعه لتكون مكملا لجسده العليل ، وتكون عينه التي يبصر بها ، ويداه التي كان يكتب بها ، وروحه التي تحلق به في سماء الإلهام والوحي ، الملهمة الفرنسية الجميلة ، التي وقعت في غرام ضرير لا حول له ولا قوة ، وتركت شبابا مفعمون بالشباب والحيوية مالذي جذبها اليه ؟؟؟؟؟؟ أظنها أعجبت بشخصيته القوية وروحه المثابرة ……. وقع في غرامها بمجرد سماع صوتها ، ذاك الصوت العذب الذي كان يغرد في أذنه ، فلم يعد يعرف الألم والحزن طريقا لقلبه منذ سمعها !!!!!! وكأن القدر الذي حرمه نور عينيه ، هو من عوضه بزوجة تكون عينه التي يبصر بها ، فقد رزق زوجة كانت عونا له على الصعاب ، وأصبحت لحياته معنى خاص وأخذ هو منحى آخر ، تمكن بمساعدتها على الاضطلاع على الثقافة الغربية ، والإبحار والغوص فيها الى حد بعيد ، كان لها عظيم الأثر في حياته ، فكانت تقوم بدور القارئ له ، كانت زوجة وصديقة ورفيقة له في كل حياته ، هي من كانت تنظم مواعيده وعمله ومقابلاته ، وترعاه كأنه طفل صغير ، هي من كانت تهون عليه الصعاب ، وتيسر عليه كل عسير ، هي أم أولاده ” أمينة ومؤنس ” ، من عاشت معه في بلده ، وظلت فيها وفية لذكراه حتى بعد رحيله عن الدنيا …….
كانت عصاه التي يتوكأ عليها ، عيناه التي يرى بها ، صوتها راحة ، كان يسمعها بقلبه ووجدانه ، وهي تشرح وتوضح ، وكأنها موسيقى ينتشي بسماعها ويسكر على نغماتها ……
كان يشاهد معها المسرحيات ، والمعارض الفنية والمكتبات ، فتحولت على يديها النقمة إلى نعمة ، فاستطاع أن يرى بقلبه مالم يراه بعينيه .
كان مثار إعجاب الحاضرين عندما طلب الصورة الجغرافية لبلاد اليونان ، استغرب الموظفون ، لكنهم اجابوه لطلبه فأخبرهم بانه سيصف بلاد اليونان ، من جنوبها الى شمالها ، وليس عليهم سوى تتبعه بأبصارهم ، ثم استرسل في الحديث فلم يلجلج ولم يتردد ، والطلاب يسمعون ويتتبعون حتى اتم الوصف الجغرافي لبلاد اليونان وسط ذهول الحاضرين وتصفيقاتهم .
هو من يجعلك تشعر بأنك أعمى وكأنه هو المبصر .
لا شك ان طه حسين كان معلما جيدا للأجيال ، حريصا على اللغة العربية ، من أنصار الفصحى وأشد خصوم العامية ، بقوله أنها توحد الشعوب ، من المحيط إلى الخليج ، كان ملتزما في أدبه ، ويعكس مرآة مجتمعه الشرقي ، ويرفض أي قيود عليه من سلطان أوحاكم ، يسعى للحرية في أعمق معانيها .
في مرة من المرات ، زار الملك فؤاد “جامعة الملك فؤاد ” ، وكان طه حسين عميدا لكلية الآداب ، وكان يلقي محاضرة فدخل الملك ليحضر المحاضرة ، فتحدث طه حسين عن الاستبداد الملكي واستبداد الملوك بالسلطة ، وعدم احترام الدستور الذي كان قد ألغي من يومين ، فخرج الملك غاضبا قائلا أن طه حسين يقصده بالكلام .
كان يقود معارك شرسة بسلاح قلمه الفتاك ، وهو فعلا قلم فريد ومتفرد ، فلم يكن يخشى في الحق لومة لائم ، ففي 1926 أصدر كتابه ” في الشعر الجاهلي ” المثير للجدل والذي نهج فيه المنهج الديكارتي ، وخلص فيه أن الشعر الجاهلي منحول وأنه كتب بعد الإسلام ، ونسب للشعراء الجاهليين ،ليواجه اتهامات بالخروج عن مبادئ الإسلام ….. تصدى له العديد من علماء الفلسفة ، واللغة وعلى رأسهم الرافعي وغيره .
كان شخصية فريدة متزنة في العلم والثقافة ، عندما يتكلم يصمت الآخرون في حضرته ، يتكلم بتؤدة ومنطق وحكمة ، أسد في عرينه ، فيجسد قوله تعالى ” إنه لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”
ومن أهم أقواله ” ويل لطالب العلم لو رضي عن نفسه”
أقامت له منظمة اليونسكو الدولية حفلا تكريميا أدبيا ليس له نظير ….. وقد ظفر بقلادة النيل والتي لا تمنح الا للملوك ورؤساء الدول .
انتقل إلى جوار ربه ، عملاق الأدب العربي ، يوم 28 اكتوبر 1973 عن عمر يناهز الرابعة والثمانون ، تاركا إرثا وأثرا ثمينا
أثرى المكتبة العربية ، وترجمت كتبه الى العديد من اللغات ، وليضرب مثلا عظيما أن لا مستحيل في الحياة ، وأن الإرادة تصنع المعجزات ، هي قصة كفاح تكتب بماء الذهب
وأنه أدرك ببصيرته ، مالم يدركه المبصرون ، .حكمت عليه الأقدار بأن يعيش في الظلام ، لكن الله منحه قدرة لنشر النور والتنوير لمن حوله ، فيهتك أسوار الجهل والخرافة .
رثاه الشاعر نزار قباني بكلمات من ذهب:
ضوء عينيك أم هما نجمتان # كلهم لايرى وأنت تراني
لست أدري من أين أبدأ بَوحي # شجر الدمع شاخ في أجفاني
كتب العشق يا حبيبي علينا# فهو أبكاك مثلما أبكاني
عمر جرحي مليون عام وعام#هل ترى الجرح من خلال الدخان إرم نظارتيك ما أنت أعمى # إنما نحن جوقة العميان