ذ . إدريس حيدر
كانت عائلة ” ياسر ” تتكون من زوجته :ذة. ” ماجدولين ” و ثلاثة أبناء ،طفلين و أنثى ، وهم : ” نبيل ” ،” سامي ” و ” ندى ” .
و كان ” ياسر ” مقاولا في البناء ،الشيء الذي كان يجعله منشغلا بشكل دائم و مستمر الغياب عن منزله طيلة الوقت،فيما زوجته ذة .” ماجدولين ” كانت تمتهن المحاماة و بالتالي كانت هي الأخرى غائبة عن المنزل و الأبناء طيلة اليوم و لا تعود له إلا في ساعات متأخرة من النهار و أحيانا الليل ،حيث تجد أطفالها و قد ناموا.
و كانت الخادمة ” فاطمة ” هي التي ترعاهم و تسهر على تربيتهم في غياب آبائهم.
و في إحدى الأماسي الربيعية ، أُقِيمت حفلة زفاف إحدى فتيات الحي الذي تسكنه أسرة السيد ” ياسر ” و ذة.” ماجدولين ،و كانت قد دعيت له هذه الأخيرة بصحبة زوجها ،من طرف أسرة العروسة .
لبت الدعوة ،اعتقادا منها بأن حضورها في مثل تلك المناسبات ،يجعلها تتواصل مع الاصدقاء و الصديقات و الظهور في المشهد الاجتماعي لما له من تأثير إيجابي على مهنتها.
و نظرا لكون الخادمة ،كانت عادة تبيت في منزل عائلتها، اضطرت ذة. ” ماجدولين ” أخذ أبنائها معها لذلك الحفل.
التحقت بقاعة الافراح المقرر فيها إجراء حفلة الزفاف بصحبة أطفالها.
كان ” نبيل ” يبلغ من العمر 06 سنوات و ” سامي ” 03 سنوات و ” ندى ” بضعة شهور.
و في ساعة متأخرة من الليل ،احس الأطفال بالجوع ،و طالبوا أمهم بتمكينهم من بعض الأكل.
طلبت ذة .” ماجدولين ” من ابنها البكر ” نبيل ” مراقبة و حراسة أخيه الأصغر منه ” سامي ” إلى أن تتدبر أمرهم بخصوص اكلهم ،و أخذت معها ابنتها ” ندى ” و انسحبت إلى أحد أركان المنزل.
و بعد حصولها على مبتغاها ،اكتشفت ان ابنها ” سامي ” لم يعد موجودا ،فسألت أخاه ” نبيل ” :
– ” أين أخاك ” سامي “؟
أجاب:
” لا أدري!”
ردت عليه أمه :
” ألم اطلب منك مراقبته و حراسته ؟
و في أي اتجاه ذهب ؟”
همهم ” نبيل ” و قال :
لا أعلم!”.
أصيبت ذة. ” ماجدولين ” بحالة هستيرية ،فتارة تبكي و أخرى تصيح ،و لم تعد تدري ما تفعله .
خلقت اضطرابا و ضجيجا في حفل الزفاف ،و ظلت على تلك الحالة إلى أن أُغمي عليها و نقلت للمستشفى.
يتبع…