نقطة نظام

14 أغسطس 2025

— ذ. ادريس حيدر :

نظرا لإكراهات خاصة ، تواجدتُ لأيام محدودة ، بمدينة :” القصر الكبير” على غير العادة .
كانت الحرارة جد مرتفعة و تقارب :46 درجة ، هذه الأجواء لا تغري الزائر أو القاطن بالخروج إلى الشارع ، حتى تغيب الشمس ، و يرخي الليل سدوله ، و تحل ظلمته ، حيث تعم الأجواء بعض الرطوبة ، و تخرج الساكنة للاستمتاع ببعض الراحة ” البئيسة” و الاسترخاء ” الكاذب”، على جنبات الطريق المؤدية لمدينة العرائش ، و التي اصطُلِحَ عليها افتراء ب” الكورنيش” أي الممشى الممتد بجانب البحر .
و بالرغم من هذه الإكراهات فالمدينة مكتظة ، بالجالية القصرية المقيمة بالخارج ، و التي تزورها ، إما لصلة الرحم أو لأفراح و أتراح بعض أهاليهم ، و كذلك بتواجد بعض عابري السبيل ، أو بعض السياح الذين يريدون الاستمتاع بشواطئ لمدن مختلفة : أصيلة ، العرائش ، مولاي بوسلهام ، و يستقرون بمدينة القصر الكبير ، لأن الكراء بها أرخص من الدور بالمدن المذكورة .
و بالرغم من قساوة الطقس ، فالجميع يتحمل ، و يعتبر أن موجة الحرارة لابد زائلة و عابرة .
إلا أن ما لا يُطيقهُ كائن ، هو أن تُصاحب تلك الأجواء الصعبة ، روائح كريهة في كل أركان المدينة ، مع ما يرافقها من ذباب و حشرات ، بسبب الإضراب الذي شنه رجال النظافة ، الذين يعيشون أوضاعا مزرية ، نتيجة عدم أداء الشركة المكلفة بالنظافة في إطار التدبير المفوض ، لأجور هؤلاء العمال لبعض الشهور ، و الحال أن أغلبهم يتولى إعالة أسر متعددة الأفراد و لا معيل لهم .
إن الساكنة لهذه المدينة المهمشة ، تتفهم دواعي الإضراب ، و تتضامن مع قرار العمال بخوض معركة الإضراب ، و التي ترمي إلى حماية مصالحهم و قوت عيالهم .
و لكن ما لا يُفهم و لا يَستساغُ ، هو صمت و سكوت المسؤولين و الجهات ذات الصلة ، التي عليها التعامل مع المواطن بكثير من الاحترام و التقدير ، و أن توفر له كل سبل الراحة و الطمأنينة و إقامة تحترم إنسانيته ، و إلا حُقَّ محاسبتهم في إطار المبدأ الدستوري : ” ربط المسؤولية بالمحاسبة “.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading