
- بقلم : محمد أكرم الغرباوي .
الأستاذة الفاضلة مليكة التومي ، سليلة شرف و علم و تصوف و قانون ، ابنة باب الواد بالقصر الكبير ، ذات عراقة و نسب مع عائلات و أسر قصرية أصيلة ، هكذا سمعت عنك قبل سنوات وأنا مقبل لطنجة لأُدير و أسَيٌِرَ واحد من المهرجانات الكبرى سنة 2013 التي تسهرين على تنظيمها باقتدار كبير ، كان اللقاء بمقهى نساء و رجال التعليم بمعية الفاضل الأستاذ الإعلامي أحمد افزارن و عبد الحفيظ شنكاو و نخبة من المثقفين و ضيوف شرف من دولة فلسطين .
مر المهرجان في أجوائه الكبرى بنجاح أكبر و كان نجاحي يومها أن حضيت بمحبتك وكرمك و نبل تقديرك . فتوالت اللقاءات عبر أمسيات ثقافية و أدبية وفنية فكان صوتك دائم الحضور في أماكن مختلفة لكنه كثير التركيز و التقدير و الإخلاص لمدينتها الفضلى القصر الكبير . فوجدتك مرافعة مدافعة عن تاريخها و شخوصها و أماكنها ، كثيرة الفخر ببناتها و أبنائها وهم يصدحون بالأدب و الفكر و السياسة و الفنون في مناحِِ متعددة بعيدة
الفاضلة الأديبة مليكة التومي
وأنت في مواطن و دول عربية ترفعين المملكة المغربية إسما صعبا مغايرا مميزا مبهرا من خلال مداخلاتك الفخرية متحدثة عن تاريخنا المجيد و تراثتنا العتيد عن الجغرافيا و الانسانية المشتركة . تعلمنا أن المرأة المغربية فخرنا جميعا وهي تمثل البلد و الولد .
وأنت بالعراق و العراق هنا كما هو الحال بمصر و تونس . كنت تؤسسين لثقافة دوام العروبة المشتركة . وانت تحتفي بفلسطين هنا لسنوات و تجعلين فرقة فجر الحرية تطوف المدن و المؤسسات التعليمية و المسارح كنا نحتفي معك بفخر دعمنا و تضامننا و أخوتنا المشتركة .
الأستاذة مليكة التومي و أنت تنهي مسارك المهني أستاذة للغة العربية لم تؤمني أن نهاية الدرس بالقسم هو نهاية الأستاذة ، بل جعلت من الفضاءات العامة درسا مفتوحا للتثقيف و المواكبة و الإنتاج و الدفع بالآخرين
الأستاذة مليكة التومي إمرأة اختارت مناصرة نساء و أطفال الهامش ، و المعنفات و القاصرات و الطالبات في وضعيات اجتماعية هشة ، لم تنزوي للصمت اتجاه الواجب فكانت صوتا متعددا في الحق تشبه الكثير من أبناء أسرتها الدكتورة الزهرة بلفقيه و المرحوم المحامي نور الدين بلفقيه و .وابنه عوض بلفقيه …
اليوم أنت أُمٌََا ثانية و بَابََا كبيرا لمحبات دائمة و أسرة كبيرة تحضن قلوبا مهما اختلفت توحدت بقلبك السموح العطوف العامر
دمت ولتدومي بألف محبة و خير و صحة وعافية