شعب غزة …أموال الخليج و ” ترامب” … و ” موازين”.

5 يوليو 2025

– ذ . ادريس حيدر :

لقد تتبع العالم بذهول و استنكار كبيرين و عجز كذلك ، قيام الكيان الصهيوني بإبادة شعب ” غزة” ، و دَكِّ الأرض الفلسطينية و من عليها ، دكاً ، بوحشية ترقى إلى درجة التصفية العرقية .
بل و عاين العالم ، تجويع شعب ” غزة” و قتله إربا إربا .
و بموازاة مع ذلك ، قام الرئيس الأمريكي بزيارة لدول الخليج : السعودية ، الإمارات و قطر ، و حصل على مكاسب مالية غير مسبوقة ، حيث أُبْرِمَت بين الأطراف العربية و ” الكاوبوي” الأمريكي ، اتفاقيات قُدِّرَت بتريليونات من الدولارات ، بما يعني إنعاش اقتصاد أمريكا ، في حين و قريبا من هناك ، يوجد شعب فلسطيني أعزل يُبَادُ بطريقة ، بشعة و غير مسبوقة في تاريخ البشرية .
يُقَتَّلُ جوعا ، خاصة الأطفال و الشيوخ منهم ، و لا تُقَدِّمُ لهم نفس الدول و لو النزر اليسير ، لسد رمقهم بغية نجاتهم من الموت .
و بالرغم من ذلك ، فقد شهد العالم تعبئة استثنائية و حراكا فريدا ، أعلنت فيه الجماهير عن إدانتهم للدمار و التطهير العرقي ، الذي يُمَارَسُ على الشعب الفلسطيني ، من طرف ” إسرائيل “.
و هكذا بُحَت أصوات الطلبة في الجامعات الأمريكية و العربية ، كما نُظِّمَت مظاهرات مليونية في شوارع العواصم العالمية و ساحات مدنها الشاسعة .
كما اهتزت أركان البرلمانات بأصوات ممثلي الشعوب ، مستنكرة و مُدينة فظاعة المذابح المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني .
فيما العالم العربي كان يتفرج على فصول هذه المذبحة ، دون أن يُحرِك ساكنا .
و مباشرة بعد عودة ” البانكي ” الأمريكي : ” ترامب ” ، إلى بلاده ، نعت الحكام العرب ب ” الأغبياء” ، نظرا لكون المال العربي الذي حصل عليه من دول الخليج ، و الذي ملأ خزائن أمريكا ، يُحول ُ لفائدة ” إسرائيل”
و في غرب العالم العربي ، أُقِيم مهرجان ” موازين إيقاعات العالم ” ، و الذي تُشرف عليه : ” جمعية الثقافات .
تُنظمُ فيه أماسي يُنشِّطُها نجوم الطرب من كل أنحاء العالم ، و تُصْرَفُ عليه أموال طائلة .
و يُبرِّرُ المنظمون لجوءهم لتنظيمه ، إلى كونه – أي المهرجان – أصبح عنصرا أساسيا في العطاء الثقافي بالمغرب .
إلا أن أصواتا مختلفة : سياسية ، نقابية و ثقافية ، ارتفعت مطالبة بإيقافه لعدم جدواه و عدم تجاوبه و تعبيره عن نبض المغاربة ، خاصة و أن ضحايا زلزال الحوز لا زالوا مشردين ، كما أن الشعب الفلسطيني لا زال يُقَتَّلُ و يُبَادُ ، فيما هذه الجهات تنظم حفلات الرقص و الغناء في أجواء أحيانا غير مقبولة .
و إذن و في هذه السياقات قد تُطرحُ أسئلة مشروعة كالتالي :
1- هل مات الضمير العربي ؟
2- و هل الأنظمة العربية لازالت ممعنة في لعق أحذية حكام الغرب من أجل حماية عروشهم من شعوبهم ؟
3- و هل بهذه الكيفية يُنزل ُ شعار خالد يتردد منذ عقود في كل الوطن العربي :” إن القضية الفلسطينية قضية وطنية “؟
4- إن هذا المال الوفير الذي يُعطى أو يُصرف بهذه الكيفية ، هو مال الشعب ، و لا يحق لأحد تبذيره في قضايا بعيدة عن قضاياه.
إذن : كفى من الرقص و المجون … على دماء الشهداء و معاناة الفقراء و المحرومين .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading