
– ذ . ادريس حيدر :
لقد تتبع العالم بذهول و استنكار كبيرين و عجز كذلك ، قيام الكيان الصهيوني بإبادة شعب ” غزة” ، و دَكِّ الأرض الفلسطينية و من عليها ، دكاً ، بوحشية ترقى إلى درجة التصفية العرقية .
بل و عاين العالم ، تجويع شعب ” غزة” و قتله إربا إربا .
و بموازاة مع ذلك ، قام الرئيس الأمريكي بزيارة لدول الخليج : السعودية ، الإمارات و قطر ، و حصل على مكاسب مالية غير مسبوقة ، حيث أُبْرِمَت بين الأطراف العربية و ” الكاوبوي” الأمريكي ، اتفاقيات قُدِّرَت بتريليونات من الدولارات ، بما يعني إنعاش اقتصاد أمريكا ، في حين و قريبا من هناك ، يوجد شعب فلسطيني أعزل يُبَادُ بطريقة ، بشعة و غير مسبوقة في تاريخ البشرية .
يُقَتَّلُ جوعا ، خاصة الأطفال و الشيوخ منهم ، و لا تُقَدِّمُ لهم نفس الدول و لو النزر اليسير ، لسد رمقهم بغية نجاتهم من الموت .
و بالرغم من ذلك ، فقد شهد العالم تعبئة استثنائية و حراكا فريدا ، أعلنت فيه الجماهير عن إدانتهم للدمار و التطهير العرقي ، الذي يُمَارَسُ على الشعب الفلسطيني ، من طرف ” إسرائيل “.
و هكذا بُحَت أصوات الطلبة في الجامعات الأمريكية و العربية ، كما نُظِّمَت مظاهرات مليونية في شوارع العواصم العالمية و ساحات مدنها الشاسعة .
كما اهتزت أركان البرلمانات بأصوات ممثلي الشعوب ، مستنكرة و مُدينة فظاعة المذابح المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني .
فيما العالم العربي كان يتفرج على فصول هذه المذبحة ، دون أن يُحرِك ساكنا .
و مباشرة بعد عودة ” البانكي ” الأمريكي : ” ترامب ” ، إلى بلاده ، نعت الحكام العرب ب ” الأغبياء” ، نظرا لكون المال العربي الذي حصل عليه من دول الخليج ، و الذي ملأ خزائن أمريكا ، يُحول ُ لفائدة ” إسرائيل”
و في غرب العالم العربي ، أُقِيم مهرجان ” موازين إيقاعات العالم ” ، و الذي تُشرف عليه : ” جمعية الثقافات .
تُنظمُ فيه أماسي يُنشِّطُها نجوم الطرب من كل أنحاء العالم ، و تُصْرَفُ عليه أموال طائلة .
و يُبرِّرُ المنظمون لجوءهم لتنظيمه ، إلى كونه – أي المهرجان – أصبح عنصرا أساسيا في العطاء الثقافي بالمغرب .
إلا أن أصواتا مختلفة : سياسية ، نقابية و ثقافية ، ارتفعت مطالبة بإيقافه لعدم جدواه و عدم تجاوبه و تعبيره عن نبض المغاربة ، خاصة و أن ضحايا زلزال الحوز لا زالوا مشردين ، كما أن الشعب الفلسطيني لا زال يُقَتَّلُ و يُبَادُ ، فيما هذه الجهات تنظم حفلات الرقص و الغناء في أجواء أحيانا غير مقبولة .
و إذن و في هذه السياقات قد تُطرحُ أسئلة مشروعة كالتالي :
1- هل مات الضمير العربي ؟
2- و هل الأنظمة العربية لازالت ممعنة في لعق أحذية حكام الغرب من أجل حماية عروشهم من شعوبهم ؟
3- و هل بهذه الكيفية يُنزل ُ شعار خالد يتردد منذ عقود في كل الوطن العربي :” إن القضية الفلسطينية قضية وطنية “؟
4- إن هذا المال الوفير الذي يُعطى أو يُصرف بهذه الكيفية ، هو مال الشعب ، و لا يحق لأحد تبذيره في قضايا بعيدة عن قضاياه.
إذن : كفى من الرقص و المجون … على دماء الشهداء و معاناة الفقراء و المحرومين .