
ذ . ادريس حيدر :
صرحت بأنها رأت من نافذتها الخلفية للعمارة ، خروج الشابين من منزل ” الحاجة زينب ” في ساعة متأخرة من الليل ، في وضعية غير طبيعية ، بل ينتابهما توجس و ارتياب و خوف .
كانت هذه المعلومة هي المفتاح للغز قتل ” الحاجة زينب “.
خضع الصديقان لاستنطاقات عديدة ، انهارا على إثرها ، و أكدا للضابطة القضائيةً ، أنهما خططا لقتلها و سرقة ثروتها منذ مدة طويلة ، إلا أن مخططهما كان قد باء بالفشل في البداية ، نظرا لكون ” الحاجة” كانت تمنعهم من الدخول لمنزلها ، و ظلا على نهجهما إلى أن أقنعاها بزيارتها في بيتها في كل وقت و حين .
و أضاف أنها قاومتهما بالرغم من كبرها في السن و مرضها ، إلا أنها انهارت في الأخير ، و بالتالي سهل عليهما تصفيتها بقتلها و سرقة كل أشيائها الثمينة .
حَزن الجيران على مصير امرأة متقدمة في السن و طيبة و محترمة و نبيلةً السلوكً، حيث أنها لم تكن تتوانى في تقديم يد العون للجيران الفقراء ، عن طريق التضامن و التآزر و الدعم ،
كما أن أغلب ساكنة الحي ، تألمت كذلك ، للمصير المأساوي الذي كان ينتظر الشابين ، الذين تميزا بسلوكهم الرائع ، و كيف أن الفقر و الجوع و الحاجةً، يمكن أن يُحول أشخاصًا رائعين إلى مجرمين و قتلةً ، يرتكبون جرائم شنعاء من أجل إفلاتهم من الفقر و العوز .
انتهى/…