
ذ. ادريس حيدر :
تتبع المراقبون من كل أرجاء العالم ، الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي :”ترامب” ، لدول الخليج ، و كذا النتائج المحصل عليها و الرسائل الموجهة لمن يهمه الأمر .
فما هي ياترى مخرجات هذه الرحلة ؟
1- لقد حققت أمريكا كسبا ماليا و تجاريا غير مسبوق من خلال اتفاقيات مقدرة بتريليونات من الدولارات ، و التي تم إبرامها بين الولايات المتحدة الأمريكية و دول : السعودية ، قطر و الإمارات ، بما يعني إنعاش اقتصادها و سوق الشغل بها و امتصاص جزء كبير من بطالتها .
2- فتح الباب لدول الخليج من أجل الالتحاق باتفاقية :” أبراهام” لسنة 2020، و الاعتراف بدولة ” إسرائيل”.
3- إبلاغ رسالة أخرى ، و هذه المرة ل”إيران” مفادها ، أن مصير سياستها في المنطقة هو التطويق و المناهضة و تقليم أجنحتها ، مع الإصرار على منعها من المضي قدما في طريق إنتاج القنبلة النووية بما تحمله من أخطار على المنطقة و خاصة دول الخليج .
4- فك الحصار على سوريا ، و إرغامها على إقامة علاقات ديبلوماسية مع ” إسرائيل” ، و ذلك من خلال رفع الحذر عليها و إعمارها .
5- تهميش القضية الفلسطينية و عدم اتخاذ موقف من حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في ” غزة” ، و ما تأثيث جداول الأعمال بها في تلك اللقاءات إلا ذرا للرماد في العيون و جبرا لخاطر شعوب المنطقة .
و بعد ،
إن هذه الدول قامت بتمويل أمريكا بآلاف المليارات من الدولارات من خلال الاتفاقيات المبرمة ، في حين و قريبا منها ، هناك شعب فلسطيني يُبَادُ بوحشية غير مسبوقة في تاريخ البشرية و يُقَتَّلُ جوعا ، خاصة الأطفال و الشيوخ منهم ، و لا تُقَدِّمُ لهم نفس الدول و لو النزر اليسير ، لسد رمقهم و لإفلاتهم من الموت .
كذلك تقديم المساعدات من أجل إعمار البلاد التي دُكَّتْ ، نتيجة لآلاف القنابل التي انهالت عليهم بواسطة آلات الحرب الإسرائيلية ، لما يزيد عن سنة و نصف . . هذه الأسلحة الممولة من صناديق مال دول الخليج .
إن العالم يشهد حراكا استثنائيا بخصوص حرب الدمار و التطهير العرقي الذي تقوم به إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني الأعزل ، في الجامعات الأمريكية ، و في تنظيم مظاهرات ضخمة في الشوارع و الساحة العمومية في كل عواصم العالم الغربي ، و في المواقف الجريئة في البرلمانات من طرف بعض التنظيمات السياسية ، و في البيانات العامة التي تصدر عقب ندوات الإطارات المدنية في كل أنحاء العالم ، كلها إدانة و شجب لسياسة ” إسرائيل ” و لحربها المدمرة في حق الشعب الفلسطيني ، فيما حكام الخليج يستقبلون على السجاد الأحمر و بكثير من الفرح و الزهو ، رئيس أمريكا اليميني و الفاشي ، الذي ملأ خزائن بلاده بمليارات من الدولار ، من عائدات خيرات بلدانهم ، بمباركة حكامهم .
و إنه لعمري ، تخاذل و انبطاح و انهزام و ذل و خيانة في حق شعوب الأمة العربية عامة و الشعب الفلسطيني و شعوب الخليج خاصة .