فرجة :

3 فبراير 2025

ذ . حسن اشروي

كم يعجبني عبور ممر السكة الحديدية وصولا للضفة الاخرى من المدينة.
قد يرجع ذلك لارتباطي وجدانيا بالمرينة وحومة البريوخصوصا.
فضاء هذه الأمكنة يذكرني بشغب طفولتي ،فغالبا ما كنت أقضي وقت فراغي صحبة رفاق الحي بين لعب
كرة القدم ومشاهدة حلقات المرينة مساء.
المرينة او جامع فنا بلدتي كانت مقصد جل الشباب والأطفال للاستمتاع بالفرجة المتنوعة مضامينها بين فن السرد الحكائي والاغاني الشعبية والمسرح الا رتجالي وألعاب السحر الممتعة.
حلقة الملاكمة أقصدها لأكون من أحد صناع فرجتها ،ذلك اني كلما تخاصمت مع أحد أصدقاء الحي ضربنا موعدا لإتمام الحرب في ساحة صاحب حلقة الملاكمة مساء.
يتبع كل واحد منا فريق من الاصحاب
للتشجيع والرفع من شرارة العداوة عبر التحريض ضمانا للانتصار.
عند مناداة صاحب الحلقة:شكون يزعم؟
نقفزالاثنان وسط الحلقة تحت تصفيقات جمهور عشاق الملاكمة.
يلبسناالحلايقي القفازات وهو يزودنا بقوانين اللعبة:ممنوع الضرب في
‘ الكرش والوجه….جمعو راسكم شويا معانا..
لم أكن أبالي بتعليماته فقد كنت اركز فقط كيف أسقط صاحبي.
قبل انطلاق المقابلة كنانخضع لسباق تسخيني حماسي شفوي ،فكان يسألنا بصوت عال ومن بسرع في الإجابة ينال تصفيقات الحاضرين.
أتذكر جيدا أسئلته التي كان الغرض منها اضحاك الناس وجلب جمهور اكثر لتوفير دخل أفضل.
شكون القط شكون الفار؟
شكون الفروج شكون الدجاجة؟
شكون السبع شكون الضبع؟
بعدها مباشرة تنطلق المقابلة التي لا تنتهي غالبا لعدم احترامنا توجيهات الحلايقي الذي يجهل سر تواجدنا بحلقته فنستعمل كل طرق “المدابزة”
الركل وحتى العض،فلم يكن يستطيع تفرقتنا إلا بتدخل مؤيدي كل واحد منا ،فيخرجنا من حلقته وهو يردد:
غبرو علي مابقيشي نشفكم عندي…..

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading