
- عن صفحة أصيلة في صورة :
في رحلةٍ تتأرجح بين الدبلوماسية والفن، يبرز اسم عوض ابن الفقيه كواحدٍ من الأسماء التي جمعت بين الخدمة الدبلوماسية والإبداع الموسيقي. وُلد في القصر الكبير، لكنه نشأ على حب مدينة أصيلة مسقط رأس جدته من أمه، حيث لا تزال والدته تقيم هناك. وكثيرًا ما كان يردد أمام أصدقائه: “قصري النشأة، زيلاشي الهوى”.
بين القصر الكبير، أصيلة، وتطوان.. رحلة التحصيل العلمي
بدأ مسيرته الدراسية متنقلاً بين القصر الكبير وأصيلة في المرحلة الابتدائية، قبل أن يلتحق بالثانوي بين تطوان وطنجة، حيث حصل على شهادة البكالوريا في الاقتصاد. شغفه بالمعرفة قاده إلى جامعة محمد الخامس بالرباط، حيث حصل على الإجازة في القانون الخاص، ليعود بعدها إلى مدينة طنجة ويُكمل تكوينه الأكاديمي بالحصول على ماستر في العلوم الإدارية.
مسيرة دبلوماسية بين القارات
منذ تخرّجه، خاض عوض ابن الفقيه تجربة مهنية غنية في السلك الدبلوماسي المغربي، حيث تقلّد مهامًّا في قارات مختلفة:
مستشار دبلوماسي في غينيا الاستوائية.
نائب السفير المغربي بالمكسيك.
حاليًا، يشغل منصب مستشار دبلوماسي في السلفادور.
إلى جانب نشاطه الدبلوماسي، ظل الفن والموسيقى رفيقي دربه، حيث لم تفتر علاقته بهما رغم أسفاره الكثيرة.
الموسيقى.. عشقٌ أزلي
منذ صغره، اكتشف ابن الفقيه شغفه بالموسيقى، فتعلم أولى أبجدياتها على يد الحاج السبيطري، وتعمّق في الطرب الأندلسي على يد الحاج الروسي بالمعهد الموسيقي في القصر الكبير. لم يتوقف عند هذا الحد، بل تعلم العزف على البيانو على يد الأستاذة أمينة ذو علي في المعهد الموسيقي بطنجة.
في بداية التسعينيات، أسس مجموعة موسيقية مع صديقيه رشيد بوعسرية وعمر الركالة، وواصل رحلته الموسيقية من خلال الاشتغال على الموسيقى التصويرية لبعض الأعمال المسرحية، منها:
“مجنون الحي المنسي” (1993) للمسرحي والإعلامي أحمد الدافري، والتي عرضت في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بأصيلة.
“رقصة شهرزاد” (2001)، التي عرضت في القصر الكبير وقاعة با إحْنيني بالرباط.
تعاون مع المسرحية نعيمة زيطان في بعض أعمالها.
اشتغل مع عدة فنانين مغاربة، من بينهم الفنانة نبيلة معن.
الكتابة.. لغة أخرى للإبداع
إلى جانب الموسيقى والدبلوماسية، يجد عوض ابن الفقيه متنفسًا آخر في الكتابة، حيث ينشر بين الحين والآخر قصصًا قصيرة على جداره في فيسبوك، يعبر فيها عن رؤاه وأفكاره بأسلوب سلس وراقٍ.
التزام ثقافي مستمر
لم يقتصر نشاطه الثقافي على الموسيقى، بل كان أحد مؤسسي جمعية أبي المحاسن للتراث الأصيل في القصر الكبير، كما أنه فاعل بارز في منتدى أصيلة الثقافي الدولي، حيث يشارك في لجنة الصحافة والاستقبالات VIP.
ما بين الدبلوماسية والفن.. مسيرة متألقة
بين أروقة السفارات والمنتديات الثقافية وقاعات العروض، يواصل عوض ابن الفقيه رحلته الإبداعية، محافظًا على توازنه الفريد بين حس الدبلوماسي ورهافة الفنان، في نموذجٍ يجسد قدرة الإنسان على الجمع بين المهنية الصارمة والإبداع الحر.
في عالمه، لا حدود تفصل بين السياسة والموسيقى والأدب، فهي كلها لغاتٌ تعبر عن جوهر الإنسان.