الجاسوسة ” مارغريت ” (01)

12 نوفمبر 2021

ذ : إدريس حيدر

كانت سيدة في عقدها الخامس ،متوسطة القامة ،ترتدي ملابس نظيفة و أنيقة، و ترد في الغالب شعر رأسها إلى الوراء و تعقده و يصبح و كأنه ذنب حصان ،يتدلى ،يتمايل و يتراقص مع حركة جسدها.
كانت تقاسيم وجهها مستقيمة ،رقيقة و متوازية ، أنفها صغير و عيناها عسليتان ،يشع منهما ذكاء و نباهة لا تخطئها العين .
إنها السيدة : ” مارغريت ” ،و تذكر في مجاميعها أن أباها اختار لها هذا الإسم ،تمثلا ب” زهرة الأقحوان ” التي كان يعشقها.
كانت تعيش وحيدة في منزل بسيط ،حولته إلى فضاء جميل ،باختيارها ألوانا بهية و متناسقة بين جدرانه و افرشته.
لم يكن أحد يدري ،هل كانت أرملة أو مطلقة ، لكونها كانت تعيش لوحدها دون زوج او أطفال.
كانت امرأة جادة و مستقيمة في كل أنشطتها و أعمالها.
و لم تكن تضع مساحيق أو أصباغ على وجهها ،كما أنها لم تكن تصاحب أو ترافق الرجال.
اشتهرت في الحي والمدينة بكونها خياطة ماهرة و متمكنة من عملها.
و هكذا ترددت عليها عِلْيَةُ القوم و كثير من الضباط الإسبان لرتق الملابس أو خياطة بذلات بأشكال مختلفة حسب طلبات الرجال أو النساء.
كان ” مارغريت ” تعامل جيرانها معاملة حسنة و تتعاطف مع الفقراء منهم بل و تساعدهم خاصة في الأعياد الدينية كعيد الأضحى ،حيث كانت تساهم مع البعض في شراء الأضحية.
و كانت ساكنة الحي تبادلها المحبة و تساعدها على قضاء حوائجهم و مآربها المختلفة خاصة المتعلقة بالتبضع من الأسواق و حمل الأثقال و السخرة…الخ.
غير أن جيرانها كانوا يلاحظون إنها كانت بين الفينة و الأخرى، تقيم و تنظم حفلات و استقبالات في بيتها ،يحضرها بعض الضباط و زوجاتهم ،و كانوا لا يأبهون لذلك و يعتبرون هذا النوع من الأحداث يدخل في صميم حياتها الشخصية .
و بالرغم من كون السيدة ” مارغريت ” كانت محبوبة ،إلا أن مقامها في مدينة صغيرة في شمال المغرب من دون ارتباطات عائلية و مصالح شخصية ،كان يخلق لبسا و غموضا لدى ساكنة الحي و المدينة .

يتبع…

تشكيل : إدريس حيدر.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading