هكذا حدثني صوت المحبة 04 عادل البدوي : كاتب المشترك الإنساني

28 يوليو 2024
Oplus_0

ذ : محمد أكرم الغرباوي :

أن تختار طريق المساكنة و العيش الوديع بعيدا عن صخب الحياة ، ربما هو رهان من تخلص من ثقل و عبء روتين اعتيادي ، بعد تقاعد مريح أو نهايات مفتوحة .
أن تختار الوفاء للحرف المستعصي على كبار المتثاقفين وناشري تحت الطلب ، وتكب بشكل سردي مبهر مختلف متعدد متنوع و آسِر ، ربما هذا أيضا من دندن من أخلصوا لأنغسهم أولا و لقداسة الحرف و بياض الفراغ.
مقهى الواحة الآن بعدما تركها ثنائي وثلاثي الأوجه و الألسن الماكرة صارت على غير عادتها تستدعي جلاسها الأوفياء للصداقات و المحبة و الأدب و الشعر و السياسة و المسرح و الفنون ، فالواحة أكبر من مقهى .
في هذا الصفاء وبنفس الإعتياد جلوسا و مشروبا ، أجدني أتسلل إلى عالمي الإفتراضي بحثا عن صديق عائلتي و عائلات كبيرة ومتعددة أخرى بالقصر الكبير و خارج الوطن . لأقرأ له في سكون وتأمل . وهو المدرك سلفا لقدرته على اختطافنا لعوالمه . وكلما أنهيت قراءة قصصه بكلمة : واو، رائع كعادتك ، أو مسخوط ( بمعناها القصري أي وااعر ، شديد ، متمكن ) يقول صديق بجانبي راق جدا وواع غير قارئ – أكثر ممن لفظتهم الواحة بعيدا .- بسليقته يقول هذا البدوي صرعك هههه
هو عادل البدوي ، المثقف الأديب القاص الخلوق الخجول الوديع المسالم البريء ، الأب الحالم ، الصديق الشقيق ، الفنان المتعدد … لن يتقبل هذه الأوصاف رغم بساطتها في حقه لالشيء سوى لأنه الخجول الخلوق صاحب الظل الثقيل ( ثقل المعرفة ههه خاي عادل )
عادل البدوي عرفته عن طريق جهاد الموسيقار كليم آلة العود ، إبن الإستثناء السياسي المرحوم عبد السلام البدوي أحد قياديي حزب الاتحاد الاشتراكي ومسيري الشأن البلدي المحلي و المهووس بأمجاد النادي الرياضي القصري . الذي رحل بشرف وعزة نفس و كرامة و نزاهة رحمه الله. و هو ابن سيدة المناضلين لالة عائشة حفظها الله .
عادل البدوي إختار مهنة التعب الكبير التربية و التعليم و بقي في بادية بعيدة يترجل للوصول إلى مدرستها الإبتدائية أزيد من ساعة و نصف صيف شتاء برد ريح لم يتغيب او يغب عنها إلا أضطرارا ظل وفيا نزيها للظل و البعد و التعب لسنوات ، حضرته و شهدت لمرات كثيرة رجالا و نساء و أطفالا يسلمون عليه بخشوع و احترام و تقدير ، وحين ينصرفون يقول ” كبرت أخاي أكرم و شرفت هادوا راهوم كانوا التلاميذ ديالي فعرباوة ” وكم مرت شاركته سعادته و هو يستقبل رسالة تخبره بتفوق أو حصول تلميذته أو تلميذه بمنصب جد مشرف .
عادل وراء كل هذا كاتب قاص مدرك متمكن من ناصية الحرف و طرائق الكتابة . بعيدا عن سفسطائية الكلام و كلاموجية إديولوجيا المتثاقفين المنبهرين بالأسلوبية و العجائبية و الفينولوجوتعبيرية …
عادل البدوي أراه يستمتع أولا وهو يروض الكلام و الجمل ليجعلها تنساب فرحا باتجاهنا. ليهدينا قصصا من واقعه و من اليومي المشترك . لنجد انفسنا أحيانا أبطالا و شخوصا لقصصه .
عادل لو آمن يوما بالكتب صنيعة الرجال . و النشر صانع الإنسان . و التوقعيات سيدة اللقاءات الحقيقية . لكان مكتبة قبل أن يكون كتابا واحدا …
صديقي الشقيق كما آمنا معا بهذا الوصف المشترك . ندرك أنك لا تغيب إلا بحثا عن راحة صحية . نتمناك بألف خير و صحة و سعادة . ولتدم كما عهدناك رجل المحبة في قلوبنا .
ادعوكم للقراءة له . ففي نصوصه القصصية مواقف و أحداث وشخصيات و أبطالا تشبهنا ، تشبهكم تماما
محمد أكرم الغرباوي
باحث في الفنون التعبيرية
صورة تؤرخ لنفس اليوم في زيارتنا الجماعية للعزيز الحاضر الغائب محمد الجعنين Mohamed Eljaanin

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading