عز الدين محمد البدوي :
أحسب أني لست سفيها حتى يقتطع من أجري غصبا ودون إذن مني .
أحسب أني في كامل قوايا العقلية ، وأحسن التصرف في مالي ، ولست قاصرا ، أو فرضت عليَّ الوصاية من جهة ما حتى أخضع لعقوبة تعزيرية مالية لا يد لي فيها .
بفضل الله ومنه سجل المغاربة قاطبة داخل الوطن وخارجه ، ملحمة تاريخية فريدة ومتميزة لم يسبق لشعب من شعوب العالم أن هبَّ هكذا ، نستحق نحن المغاربة أن نكتب التاريخ ، سيدرس العالم في الحاضر والمستقبل ، من خلال وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية ، وسيدرس في الجامعات والمعاهد العليا ، وبعض المؤسسات أن المغاربة لهم صولة ولهم كلمة .
المغاربة أبطال في التضامن ، أبطال في النجدة ، أبطال في التآزر .
خرج المغاربة وهم على قلب رجل واحد ، يسابقون ويستبقون ويسارعون في الخيرات .
خرجوا عن بكرة أبيهم ، خرج الفقراء والمحتاجين ، ينافسون الأغنياء .
خرج الفقراء يقتسمون كسرة خبز مع إخوانهم الذين أصاب منهم القضاء والقدر .
هبَّ المغاربة وهم يرددون الحديث : الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة…” رواه الإمام مسلم.
هبَّ المغاربة قاطبة وقد فهموا مغزى حديث : أبي موسى الذي قال فيه: قال رسول الله ﷺ: إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني، وأنا منهم، متفق عليه.
وفي أقل من أسبوع امتلأت الخزائن بالطعام ، واللباس والأغطية ، حتى علا صوت كفى ، يرحمكم الله ، حتى سمعنا ناسا من عين المكان يطلبون من المحسنين التوقف عن إرسال المساعدات حتى لا تضيع ، وليس غريبا عن هؤلاء فهم أهل العفة والعفاف .
نجح المغاربة في الامتحان ، كما نجحوا من قبل ، وربما أربكوا حسابات الساسة والحاكمين .
شعب عظيم ، يحتاج فقط من يكون في مستوى تطلعاته ، و لا محالة سيصنع المعجزات .
ليس بيننا وبين التنمية والرفاهية والازدهار إلا القطيعة مع الفساد ، “دَعُوا النَّاسَ يَرْزُقِ اللَّهُ بَعْضَهُمْ مِن بَعْضٍ.”
كما في الحديث .
لا تسرقوا من أجور الموظفين وهم في أمس الحاجة للزيادة في الأجور وقد جعل الله لكم خزائن قارون ، وإن مفاتح خزائنه لتنوء بالعصبة .
عليكم بأصحاب الخزائن ، وهي كثيرة معروفة ، عليكم بالذين سرقوا المال العام ونهبوا جيوب المغاربة ، عليكم بالذين أحدثوا خرقا في الصناديق السوداء ، عليكم بأرباب شركات المحروقات ، وأصحاب شركات الصيد في أعالي البحار .
عليكم بأصحاب مقالع الرمال ، وعليكم وعليكم وعليكم ……
وختاما لا تأخد أجرة ثلاثة أيام من راتبي ، ولكن دعني أعطيك أجرة سنة عن طيب خاطري شريطة أن أرى ما أساهم به يرجع بالخير والنماء على وطني ، سأكون فرحا مسرورا لو اقتطعتم من أجرتي وبنيتم بها المدارس والمستشفيات ، أما أن تصرف الأموال في الملاعب والملاهي ، وتنفق بسخاء في المهرجانات والتفاهات فدرهمي حرام ، حرام ، حرام.
