البيتو ( 11)

3 أبريل 2023

ذ. عبد المالك العسري : 

…..ادعوكم لمتابعة هذه السلسلة ،نص أدبي “للدكتور عثمان المنصوري “والدخول إلى أغواره وكشف معاني الجمال وموضع الإبداع فيه ، قصة تنشر لأول مرة عبر حلقات
” “البيتو ”
د :عثمان المنصوري – الحلقة 11
ملاحظة: كل تشابه بين شخصيات هذه القصة وأحداثها مع شخصيات وأحداث واقعية هو تشابه مقصود
تناول اللاعبان وجبة الغذاء على نفس الطاولة، مع أهم شخصيات المدينة ومسؤوليها، وتبادلا الحديث، والمجاملات، وكان لذلك تأثير إيجابي، خفف حالة التوتر التي عانيا منها بسبب الضغوط التي مورست عليهما من سكان المدينتين الذين كانوا يحثونهما على بذل قصارى جهودهما، ويحذرونهما من مغبة الهزيمة، بعبارات تصل أحيانا حد التهديد المبطن.
استؤنف اللقاء متأخرا قليلا، في الساعة الرابعة، وتوقف في منتصفه، لأن اللاعبيْن ذهبا مع بعض الحاضرين لأداء صلاة العصر في مسجد قريب، ثم استؤنفت المباراة الثالثة والأخيرة لهذا اليوم. وصل الترقب ذروته بين المتفرجين، لاسيما أن المباراة تعد مباراة فاصلة، فهي ستحدد البطل في حال انتصار الشريف أو تعطي التعادل للروبيو وبالتالي تبقي على آماله في التنافس على البطولة، والحصول على الجائزة الثمينة.
كان الحظ في البداية مبتسما للشريف، الذي استطاع بعد مكابدة وعناء شديدين أن يوصل كل أقراصه إلى بر الأمان استعدادا لخروجها من حلبة السباق، بينما كان الروبيو متأخرا، وينتظر خروج القرص الثامن، الذي يحتاج إلى الرقم خمسة كي ينطلق. وحين حصل ذلك، كان لدى الشريف قرصان فقط وكلاهما على مرمى نقطة واحدة، أي أنه كان يحتاج إلى رقم 1 في النرد المسمى: البيتو. لكن حصل أمر غريب، فقد تعددت محاولات الشريف بدون أن يظهر البيتو، بينما كان قرص الروبيو يغذ السير في اتجاه الخط النهائي. وظهر التذمر والقلق على الجمهور القصري، وكان بعض المشاهدين العرائشيين يتندرون بقولهم، إن قصراوة ظلوا يلعبون لمدة ثلاثة أيام على البيتو بدون جدوى، بينما أجابهم القصريون بأن الأمر يتعلق بالعرائشيين وليس بالقصريين، وتدخل واحد من ذوي النيات الحسنة وقال لهم: آسكتونا، باراكا من الليو، أسيدي ما عرايشيين ما قصراوة، هاذوك راهما زوالج. وأخيرا وصل الروبيو إلى خط النهاية، بينما ظل الشريف يتوسل للنرد، وطلب تغييره بآخر فاستجيب لطلبه، بدون جدوى. وانتهت المباراة بانتصار الروبيو وسط تصفيق الحاضرين، وتهليل العرائشيين، وتبادل اللاعبان التحية والعناق، في جو رياضي، وسط خيبة أمل كبيرة لدى المتابعين القصريين. وعاد العرائشيون إلى مدينتهم، وقد أحيت مباريات اليوم أملهم في الحصول على البطولة، واستقبل الروبيو في العرائش استقبال الأبطال.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading