القيامة الآن (2)

3 أبريل 2023

ذ . ادريس حيدر :

و في الزنقة المجاورة ، ظهر أشخاص يرتدون ملابس بالية و مُغَبَّرَة ، يَخْطُون ببطء و صعوبة.

و ما كان مفزعا و مخيفا حقا ، هو أن دماء غزيرة كانت تنزف من جباههم ، عيونهم ، أذانهم ، أفواههم و أصابع أيديهم .
لم استوعب ما كان يحدث أمامي ، و شعرتُ و كأنني أشاهد فلم رعب .
عدوتُ في الاتجاه المعاكس لأبتعد عن ذلك المكان الذي كانت تتواجد فيه كائنات غريبة .
و على بعد مسافة غير قليلة عن المنطقة التي اسكن فيها ، شعرت بأن رجلي أصبحت عاجزة عن المشي ، و لم أعرف السبب .
انتظرت بعض الشيء ليزول العائق و اتمكن من الفرار ، إلا أن ذلك لم يحصل .
كانت رجلي تجد صعوبة في التثبت على الأرض، فحاولت معرفة ما يوجد تحتها .
و كانت مفاجأتي كبيرة و صاعقة ، كنت بصدد سحق عيون كثير من البشر و كأنها تلك الكرات الصغير من الزجاج التي كنا نلعب بها في طفولتنا و نسميها ” بولات ” أو ” بي” les billes .
تعرفت على بعضها و هي عيون بعض أصدقائي و معارفي، و صحت فجأة و بقوة :
” يا إلهي ، أين أنا؟ و ماذا أرى؟”.
أجاب أحد المهرولين :
” إنه زلزال مدمر !!!” .
في هذا الخضم المهول ، سمعت صوتا مرعبا ينبعث من بطن الأرض و هي تنشق ، و صدى أصوات بعيدة لبركان في حالة فوران ، و بدأ يقذف حممه التي كانت تنساب كنهر من نار و تجرف كل ما يعترض طريقها .
همهمت ثانية :
” إنها نهايتي ، و لا أدري أين المفر ؟”
كنت اسمع أصواتا قريبة و لم اكن اميزها أو أعرف مضمونها .
فتحت عيني فجاة و وجدتني فوق سرير ابيض ، محاطا ببعض الأشخاص لا أعرفهم، يلبسون وزرات بيضاء ، و يحمل البعض منهم في ايديهم آليات طبية.
و كانت بعض أطراف جسدي مدعمة بأنابيب لأغراض مختلفة و راسي ملفوف و مشدود بضمادة بيضاء ، و فهمت أنني في المستشفى ، و أُخْبِرتُ من طرف الطبيب أنني سقطت في الحمام و أصبت بإغماءة .
كانت عبارة عن كابوس مرعب و كأنني في يوم قيامة .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading