غزلان زريوح :
ليسَ له يومّ محدد؛ فالحُبّ في نظري مشاعر نقيّة طاهرةّ زمزميّة تعلو بنا عن مظاهرِ التقليدِ الأعمى للغربِ وتسمو بنا عن المراهقةِ والتصابي الذي تفشى في الأرض!
الحبّ هو ما حثّك على شكرِ بارئك على مننه الكثيرة المترائية أمامك بعين البصيرة وهو ما دَفعَك متوجّهًا إليه في خلوةٍ قدسيّة تشكو إليه نفسك وحالك فتترقى في سماء العبوديّة ليجبر قلبك لأنّه أحبّك وعلى مرضاتِه أقامك { يُحبّهم ويحبّونه}!
الحبّ هو ما كان رابطّا قويًّا بين إخوانٍ في الله وأخوات في الله؛ حبٌّ يخلو من المصالح من أي وجه كان؛ فيحملون أسماء بعضهم البعض على أجنِحة الدّعاء { لا تحزن إنّ الله معنا} ..{ إنّي أنا أخوك فلا تبتئس}!
الحبّ هو ما كان بين اثنين يرومان الحلال وما قاربا الحرام فضلًا عن الخوض فيه{ وهو على جمعِهم إذا يشاءُ قدير}!
الحبّ هو ما كان بين زوجينِ حبيبين يربتانِ على كتفي بعضهما ليكمل نقصهما، متوكآن معًا على عكاز التسامح والتغافل مبادران للتحبّب والتودّد { وجعلنا بينَكم مودّةً ورحمةً}!
الحبّ هو شيءٌ عزيز لم يدرِكه هؤلاءِ المراهقون ولا عرفوا له سبيلًا ولجبر النقصِ الفظيعِ جعلوا له عيدا يتيمًا!
الحبّ له شأن أكبر من كل هذا الخلطِ والخبطِ الذي بتنا نراه على مواقع التواصل الاجتماعي وفي حياةِ النّاس الكئيبة لبعدهم عن منبعِ الوحي الصافي ولتأثرّهم بثقافة الغالِب!
لكن للحب سرٌّ لا يعرفه إلا الأنقياء ولا يحصرونَه في يومٍ لأجل الإحياء؛ فهو حيٌّ فيهم ما نبضَ عرقٌ وما تردّد نفَسٌ، هم النّاس الذين يصدُق أن تقول فيهم : أناسٌ للحبّ أوفياء!