عَمَّ يتحدثون في مدينة القصر الكبير ؟

6 أكتوبر 2021

بقلم : عبد القادر محمد حسن الغزاوي .

عَمَّ يتحدثون في مدينة القصر الكبير ؟ … يتحدثون عن المآثر والآثار التاريخية والعمرانية الموجودة التي لازالت قائمة ، أم يتحدثون عن المآثر والآثار التاريخية والعمرانية المفقودة التي اندثرت وباتت من الماضي … لقد كثر الحديث عن الحفاظ على المآثر والآثار التاريخية والعمرانية بها ، فزيارة ميدانية لهذه المآثر والآثار تبرز الحقيقة الواضحة وضوح الشمس ، أنها غير موجودة ، حيث يفاجأ الزائر أنها غير موجودة في الواقع ، فقد اندثرت وبادت ولم تبق حية حاضرة وظاهرة للعيان ، فقد تحول بعضها إلى ديار ومتاجر ومقاه وغيرها من المَحال التجارية ، فقبل الحديث عنها زوروا أماكنها لتأكد وجودها ورؤيتها في الواقع . وتبينوا قبل أن تتحدثوا وتنشروا ، فهذه المآثر غير موجودة ، فقد باتت منقوشة في ذاكرة مدينة القصر الكبير ، وفي كتب تاريخها وفي صورها القديمة وفي ذاكرة أهل المدينة . فكيف الحديث عن الحفاظ عليها وتوثيقها وهي في عداد المفقودين ؟ .
فقد دمروا كل مآثر مدينة القصر الكبير العريقة والتاريخية والعمرانية ولم يبق منها ما يستحق الزيارة وجعلها مزارا سياحيا وتاريخيا وثقافيا ، والوقوف إزاءها وأخذ صور بجانبها . وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
السور الموحدي التاريخي ( يعرف لدى السكان بسور البرتقيز ) الذي لم يبق منه إلا بعض الأمتار في بعض الأحياء بالمدينة .
والمدرسة البوعنانية ، والتي بنيت في عهد الدولة المرينية تحولت إلى دور للسكنى .
ونخيل مسجد ضريح سيدي يعقوب الباديسي ، الذي يعتبر ونخلاته التاريخية المتميزة بالمدينة من بين المآثر التاريخية الشهيرة والمعروفة ، ورمز المدينة .
ومقبرة سيدي عبد الله المظلوم ، التي تضم ضريح وقبر الولي الصالح سيدي عبد الله المظلوم ، وقبور بعض العلماء والشهداء إلى جانب قبور المسلمين . و قبر الولي سيدي عجال والد الولي عبد الله الغزواني ، أحد أولياء مدينة مراكش .
وساحة مولاي المهدي ، التي تعتبر من أهم الساحات الموجودة بالمدينة ، حيث تم تغيير ساحتها ومدارها ونافورتها ، وقد كانت جميلة ورائعة من حيث الشكل والزخرفة وأعمدة الكهرباء .
وحديقة السلام التي أصابها التغيير ، فقد كانت من أجمل الحدائق بالمدينة .
ومكتبة السلام التي كان يقصدها طالبوا العلم ومحبو الثقافة .
فقد تحول بعضها إلى ديار ومتاجر ومقاه وغيرها من المحال التجارية ، رغم ما تحمله من دلالات تاريخية وإنسانية وعمرانية وفكرية وسياحية . بالإضافة إلى عدم ذكر في أحاديثهم وكتاباتهم من تسبب بتلك الجريمة التاريخية والحضارية والإنسانية ، التي محت من الوجود بعضا من تاريخ مدينة القصر الكبير، فمثواهم مزبلة التاريخ ، ومصيرهم محكمة التاريخ ، أوليس صبح محكمة التاريخ بقريب ؟ . أما المآثر والآثار التاريخية والعمرانية فمكانها كتب التاريخ وذاكرة المدينة وذاكرة أهلها والمهتمين بتاريخ المدينة .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading