جمال عتو :
يغيب الافتراض عن واقعنا فجأة فنشعر بحقيقة مرة للغاية ، نشعر أن الافتراض لفظنا إلى الواقع فلم نعد نعرف ماذا نقدم وماذا نؤخر ، سبع ساعات من الارتباك والتخبط وحتى الذهول ، أناس يتساءلون من هنا وهناك عن مدة انقطاع صبيب الإنترنيت ، وإشاعات تتوالد كالفطر :
” سيبقى الوضع كما هو عليه أسبوعا كاملا ” يردد أحدهم ،
” لا سمعت أن وضع انقطاع الصبيب أربعة أشهر ” يعقب آخر .
كانت سبع ساعات فقط بدون عالم افتراضي عبارة عن انتظار يوم القيامة أو هكذا خيل لي ، حللت بمقهى ، لا حديث يعلو فوق حديث ” غياب الويفي ” أو ” رحيل الويفي”
كأن الويفي أصبح ذلك المخلص الذي يأخذنا من الواقع بعيدا نحو اللاواقع وربما نحو اللاعوي .
ما العمل إذن ؟ هل أصبحنا عبيدا جددا طواعية أو كرها في ضيعة كبيرة تسمى الافتراض ؟ أم ماذا .
أعتقد أن أكثرنا شغل باله هذا السؤال الوجودي ، كما أعتقد أن أكثرنا يستسلم في طيات نفسه لهذا الواقع المفترض .
ثم هل من الممكن العيش للحظات بدون افتراض نباشر فيها ما كنا نغفل عنه والهواتف بين أيدينا ؟
هل من الممكن ؟
لقد عشنا سبع ساعات في الواقع وشعر بعضنا ربما بقليل من نشوة الواقع .
لنجرب ثانية ونغيب الويفي لساعات .
سأبدأ بنفسي .