عبد الحميد مومن
ينتابني الشعور بالحزن كلما تواجدت بساحة هذاالحي العريق وجلت ببصري أدقق في تفاصيله مستحضرا ذكريات الماضي الجميل الذي صنعه اناس طيبون رحلو عنا في غفلة وتركو في قلوبنا شعورا بالفقد.
ومن بين هؤلاء الأشخاص أو الرموز أقولها وانا متأكدمن صحة هذا التعبير (المرحوم علال الزنايدي) علال مول الحانوت الرجل الطيب العصامي الذي كافح وواضب على مزاولة تجارة المواد الغدائية اكثر من خمسين سنة في دكانه الصغير المتواجد على واجهة الحي
كان المرحوم علال يفتح دكانه باكرا بعد احضاره الحليب والخبز ، صوت أقفاله وهي تفتح كانت بمتابة منبه لكل راغب في الاستقاض باكرا للسفر او العمل وانذارا للتلاميذ لجمع اغراضهم والتوجه للمدرسة .
المرحوم علال كان يلبي متطلبات جميع السكان الغدائية حتى الاطفال حيت كان رحمة الله عليه يخصص واجهة احدى جدران الدكان تبثت عليها مساميرلتعليق اكياس الحلوى التي لا يتجاوز ثمنها بسيطة وامامه فيترينة بها علب حلوى الناطا والباسطا كل هذه المعروضات كانت لها هيبة لدى الاطفال خصوصا تلاميذ ملحقة السدراوي
وفي فصل الصيف يتهافت الاطفال على مبردات محليه من صنعه (بولو) واخرى فرضتها الحاجة (نصف رايبي جامد)
كان علال عليه الف رحمة وسلام مولعا بكرة القدم الوطنية والدولية يشاطره في ذلك صديقه الوفي سي بن ادريس اطال الله عمره وكذلك السياسة الدوليةخصوصا عندما يجالسه الرجل الفاضل الحاج الكشكاري بارك الله في عمره حيت يتحول باب دكانه الى صالون سياسي ومن جلساءه ايضا احمد ولد المعلم علال وجميل عليهما الرحمة وصديقه القديم سي بن خليفة
في الحقيقة لن استطيع وصف المرحوم علال وصفا شاملا لتعدد مزاياه فهو الرجل الرمز الذي تركنا ورحل بسرعة خاطفة لم نستوعب طبيعتها
المؤكد عندي ان غياب المرحوم علال بعتر المشهد المألوف لحي سوق الصغير وجعل الحزن واضحا على جدران منازله
رحمك الله سي علال وجعلك من اهل الجنة
مومن القصري