جمال عتو
كثيرا ما كنت أؤمن بأن البيئة لها دور كبير في إبراز موهبة مبدع ، المغرب له امتدادات جغرافية متنوعة ، وشماله ليس كجنوبه وشرقه ليس كغربه ، هناك كتاب أسعفتهم مدنهم على إبراز إبداعاتهم نظرا لتمركز القرارات الثقافية والمحافل والملتقيات ، وهناك كتاب ألمعيون ذنبهم الوحيد وجدوا بدون اختياراتهم في مدن مهمشة أريد لها أن تكون كذلك .
لكن الأستاذ القاص المبدع والمسرحي سيكسر هذه اللازمة التي لازمتني سنين عددا .
جالست سي عبد الواحد الزفري في وقت كنت أبحث لقدمي على موطئ في عالم غواية القلم ، جالسته بعدما دعاني هو لذلك ، ولك أن تتخيل كيف سيكون لمبتدئ خجول موعد مع هرم في القصة القصيرة ، سي عبد الواحد كان يحتفظ بكثير من اللباقة في بادئ الأمر خلتها كمقبلات لما سيأتي من وجبات دسمة ، وقد كان ، لم يفتر بعدها عبر جلسات مراطونية عن التصويب والتقويم والتوجيه بنفس طويل وصبر هلامي ، وسيحرص بعد لقاءاتنا المباشرة على متابعة محاولاتي عبر تطبيق الميسانجر قبل نشرها .
كان سي عبد الواحد يردد غير ما مرة بأن القاص طباخ ماهر ، حسبت أنه يعني طبخ القصة بتوابلها حتى تستوي وجبة شهية للقراء لكني أدركت بعدها أن من يجيد طبخ الأكلات يفلح في إنتاج القصة ، فهناك تشابه كبير جدا بين هذا وذاك .
ظل سي عبد الواحد يؤكد على أن القصة عندما تكتب تكون حينها كالجمرة وجب على كاتبها تركها فوق كفه حتى تبرد في إشارة عميقة على التحذير من استعجال نشرها ، فرب مراجعتها مرات عديدة تقود إلى تصويبها وتنقيح ما علق بتلابيبها من زوائد .
وجدت سي عبد الواحد قاصا مبدعا ومسرحيا حاذقا وطباخا ماهرا وصيادا بالقصبة مولعا وفوق ذلك صديقا لمن لا صديق له ومؤنسا لمن له في الدرب وحشة وإنسانا في داخله إنسان .
سي عبد الواحد شكرا لك سيدي .