وجب الشكر لأولي الفضل

17 يناير 2023

جمال عتو

كثيرا ما كنت أؤمن بأن البيئة لها دور كبير في إبراز موهبة مبدع ، المغرب له امتدادات جغرافية متنوعة ، وشماله ليس كجنوبه وشرقه ليس كغربه ، هناك كتاب أسعفتهم مدنهم على إبراز إبداعاتهم نظرا لتمركز القرارات الثقافية والمحافل والملتقيات ، وهناك كتاب ألمعيون ذنبهم الوحيد وجدوا بدون اختياراتهم في مدن مهمشة أريد لها أن تكون كذلك .
لكن الأستاذ القاص المبدع والمسرحي سيكسر هذه اللازمة التي لازمتني سنين عددا .
جالست سي عبد الواحد الزفري في وقت كنت أبحث لقدمي على موطئ في عالم غواية القلم ، جالسته بعدما دعاني هو لذلك ، ولك أن تتخيل كيف سيكون لمبتدئ خجول موعد مع هرم في القصة القصيرة ، سي عبد الواحد كان يحتفظ بكثير من اللباقة في بادئ الأمر خلتها كمقبلات لما سيأتي من وجبات دسمة ، وقد كان ، لم يفتر بعدها عبر جلسات مراطونية عن التصويب والتقويم والتوجيه بنفس طويل وصبر هلامي ، وسيحرص بعد لقاءاتنا المباشرة على متابعة محاولاتي عبر تطبيق الميسانجر قبل نشرها .
كان سي عبد الواحد يردد غير ما مرة بأن القاص طباخ ماهر ، حسبت أنه يعني طبخ القصة بتوابلها حتى تستوي وجبة شهية للقراء لكني أدركت بعدها أن من يجيد طبخ الأكلات يفلح في إنتاج القصة ، فهناك تشابه كبير جدا بين هذا وذاك .
ظل سي عبد الواحد يؤكد على أن القصة عندما تكتب تكون حينها كالجمرة وجب على كاتبها تركها فوق كفه حتى تبرد في إشارة عميقة على التحذير من استعجال نشرها ، فرب مراجعتها مرات عديدة تقود إلى تصويبها وتنقيح ما علق بتلابيبها من زوائد .
وجدت سي عبد الواحد قاصا مبدعا ومسرحيا حاذقا وطباخا ماهرا وصيادا بالقصبة مولعا وفوق ذلك صديقا لمن لا صديق له ومؤنسا لمن له في الدرب وحشة وإنسانا في داخله إنسان .
سي عبد الواحد شكرا لك سيدي .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading