ذ : إدريس حيدر :
الموت ، حَدَثٌ حتمي ينتظر كل الكائنات الحية ،في لحظة من عمرها.
و لقد كُتِبَ بخصوصها الشيء الكثير ، من طرف المفكرين ، الفلاسفة ،الشعراء و الفنانين ،كل من زاويته و حسب وجهة نظره .
و الأكيد أن المجال ليس لمناقشتها أو الحديث عنها.
مناسبة هذا الاستهلال ، هو انه و في الأيام الأخيرة دعتني خواطري للتأمل في ثنائية: الموت و الحياة . و خَلصتُ – و قد أكون مخطئا – إلى أن الموت هو ركن أساسي للحياة ، أي أن بدونها لا تستقيم هذه الأخيرة.
و أكاد أُجْزِمُ أن الإنسان في الغالب ،يتعامل مع الموت ،كأنها لن تخطفه ذات يوم ، بل إنه مكروه يقع للغير فقط ، إلا إذا داهمه مرض قاتل و اقعده الفراش و تأكد من خلال معطيات عدة أنه على مشارف الموت ، آنذاك يتاسى ، يحزن و يتحسر على المصير المؤلم الذي ينتظره و الذي كان يتناساه.
و َقادتْنِي تاملاتي إلى خلاصة تفيد أن الموت نتيجة مرض فتاك كالسرطان، أو عطب في نظام البدن مفاجئ كالسكتة القلبية ،أمر يكاد يكون طبيعيا ، لأن الأسباب مهما تعددت – كما يقال – فالموت واحدة ، و عندما يوضع الشخص في قبره تكون تلك نهايته المحتومة.
و إذن الموت آتية لا ريب فيها لكل بني البشر ، فلماذا
يقضي الإنسان كل وقته في التفاهات،الخصومات ،الصراعات الفارغة،التدافع المقيت و المجاني…الخ .
في اعتقادي المتواضع ،على المرء أن يتصالح مع نفسه و يعلمها عشق الحياة و استغلال لحظات السعادة و الفرح التي تهديها لنا هذه الأخيرة، و أن يعرض عن السفاسف و الهرطقات.
و يردد ما قاله ذات يوم الشاعر الفلسطيني الكبير :
” على هذه الارض ما يستحق الحياة “.
” فوين خيرولا ” في : 25 |09 |2022.