هنيئا جمال فوزه مع منتخب اسبانيا واحسرتاه على الأطر الصحية في وطني!!!

12 يوليو 2024

الدكتور : محمد البدوي

وأنا أتأمل موقفين غريبين عجيبين في أسبوع واحد .
الأول انتصار المنتخب الاسباني على نظيره الفرنسي.
والثاني وقفة احتجاجية للأطر الصحية بالعاصمة الرباط.
وقد يتبادر إلى الأذهان هذا السؤال. ما وجه الربط بين حدثين وموضوعين لا سبيل للربط بينهما ؟
ومن باب الفضول هل يليق بنا أن نناقش موضوع لاصلة له بنا البثة، وأقصد فوز المنتخب الاسباني على نظيره الفرنسي، وما وجه الفائدة في هكذا مواضيع قد تكون تافهة بالنسبة لي وحتى لغيري ممن لا علاقة لهم بكرة القدم لا من قريب ولا من بعيد ، إلا ما كان من اهتمام ظهر مؤخرا عقب ما حققه منتخبنا الوطني في قطر والصورة المثالية التي قدمها حيث تبوأ وتربع على عرش الأربعة أبطال في العالم في كأس العالم 2022 في أحسن نسخة في قطر.
وحتى لا أتيه عن الموضوع وروما للاختصار فإن فوز المنتخب الاسباني ليس مهما بالنسبة لي وحتى لأمثالي، وقد كنت على غير عادتي من المشجعين لهذا المنتخب بقدر ما كان اهتمامي بفوز فريق يلعب فيه البطل الصاعد والظاهرة الكروية ابن وطني وابن بلدي الشاب جمال ، كنت ممن يشجع بشراسة هذا اللاعب وكأني أشجع منتخب وطني، وفي نفسي هذا واحد من أبناء هذا الوطن، وأحلم أن نصره نصرنا وعزه عزنا ولو من باب الأحلام الوردية، ولو من باب التسلية ليس إلا.
هنا وقفت قليلا كما يصرح بذلك خبراء مذيعي المباريات الكبرى، وبدأت في نبش الذاكرة والبحث في تلك القصص التي وردت عن الحياة الخاصة لهذا اللاعب الشاب، ذو الستة عشرة ربيعا والذي أصبح حديث المنتديات العالمية، الكل يتحدث عنه .أقلب في صفحات حياته فألفيته ابن رجل مغربي فضل الهجرة إلى جنته الموعودة، هاجر البلد ممتطيا قارب الموت ، فكان البحر يومها به رحيما وإلا لما كان هناك أثر لجمال يامين .
فضل الأب المكلوم المغامرة بحياته كما يصنع الآلاف من أمثاله، يفرون من الوطن كما يفر الإنسان من الطاعون أو الوباء، يفر من وطن فيه كل مقومات الحياة الكريمة.
هرب أب جمال وترك جمال المغرب وخلف وراءه بشاعة وقبح المسؤولين المستبدين الظالمين الذين ينخرون في جسد هذا الوطن .
جعلوا الوطن ضيعة كبرى لهم والشعب مجرد أقنان وعبيد.
أقول في خيالي هل كان من الضروري لأب جمال أن يختار هذا الهرب الفج وركوب زوارق الموت ؟
تأكدت اليوم وبما لا يدع مجالا للشك أن خيرا صنع هذا الرجل وإن كنت لا أشجع على مثل هذا الهروب الغير محسوب العواقب، وربما أعتبره انتحارا.
ايقنت اليوم وأنا أشاهد بعض اللقطات للأطر الصحية ، خيرة أطر هذا الوطن يهانون في قلب شوارع العاصمة، وبطريقة فجة سمجة، طريقة عدوانية همجية أحسب أنها انتقامية، ولست أدري كيف سولت لهم أنفسهم إهانة الأطر الصحية بطريقة بوليسية وبأخطر الأساليب وأنجسها مدرعات مجهزة بخراطيم المياه في أحدث تجهيز عسكري في العالم ، ربما تكون تجهيزاتنا الأولى عالميا في مكافحة أفضل من انجب الوطن من أطر الصحة والتعليم .
خراطيم مياه أخاف أن تكون محشوة بمياه عادمة، وعيني على سيدات وقد ابتلّت ملابسهن، وأصبحت أجسادهن شبه عارية وقد فعل الماء ما فعل بهن، مسكينات وهن الطاهرات العفيفات خرجن للمطالبة بمستشفى يليق بكرامة المريض والطبيب والممرض، خرجت الطبيبة والممرضة مطالبة بالحق في التطبيب واعتراضا على بيع المستشفيات في المزاد العلني وبأثمنة بخسة، والمشتري عصابة منظمة تأكل الأخضر واليابس ولا خبر لها عن الهوية والوطنية.
ضرب المخزن بالخراطيم فكشف سوأة أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا وزوجاتنا، فهربن وهرعن للاختباء والتنحي عن الأنظار وهن يلبسن ملابس شهر يوليوز ، شهر الحر والقر.
رجعت وقد استوقني منظر مقزز لمحسوب على أجهزة الأمن وهو يضرب ويسحل، ويزيد على ذلك فيسرق ساعة فيدسها في جيبه في منظر هيتشكوكي وفق الڨيديو المنتشر كالهشيم في وسائل التواصل الاجتماعي.
هل كنت على صواب وأنا أفرح لهروب والد جمال مخلفا هذا الوطن وراء ظهره وافتقر إلى ما عند الاسبان؟
ماذا لو فتح عينه هذا البطل الكروي على هذه المشاهد البوليسية؟
ماذا لو بقي جمال ومعه حكيمي وغيره من الذين صنعوا المجد في كرة القدم يقبعون في وطن يهين المعلم والطبيب والممرض، ويكرم المغني التافه والسفيه المخنث ويُعلِي من شأن كل ناعق وزاعق؟
وختاما هنيئا للمنتخب الاسباني على فوزه على نظيره الفرنسي من باب أن اسبانيا أكثر الدول الأوروبية مساندة للقضية الفلسطينية.
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد.

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading