_ أمينة الصيباري
ريان لم يسقط في البئر صدفة، ولم يكسب تعاطف الملايين صدفة ولم يحبس أنفاسنا لأيام هكذا دون سبب.ريان لم يشفع له اسمه ليرتوي ويجلب الماء لأمه ..ريان ضحى بحياته ليقول لنا أن والدته مهددة بالعطش وأن بلده مهدد بالجفاف وأن العديد من القرى يصلهم الماء بالشاحنات في عز فصل الشتاء الذي جافاه المطر. ريان جاء ليدق ناقوس الخطر وينبهنا أن تعاملنا مع الماء ليس فيه ذرة حياء لأننا نعتقد ان الصنابير تأتي بالمادة الحيوية من المريخ وأن الحمامات مربوطة مباشرة بمنابع القطب الشمالي من الكرة الأرضية. ريان هو ضميرنا الحي في موته..هو ناقوس الخطر في طرقنا كمتخلفين في تدبير المخاطر وحماية فلذات اكبادنا من السقوط.كم هو بليغ سقوطك ياريان،خمسة ايام في بطن الأرض قبل ان تطير كملاك إلىالسماء وتتركنا لهاويتنا الكبيرة.هاوية الجهل…هاوية غياب الضمير…هاوية النفاق و الاسترزاق…
نبهتنا لأجمل وأفضع مافينا ياريان، فهل أدركتنا رسائلك؟هل أيقظنا ضميرك؟ وستبقى رسالتك التي لهج بها قلب أمك تدوي فينا: البئر الذي سقط فيها ابني لم أشرب منها يوما كوب ماء./