المونديال منطقة محصنة للفيفا

16 ديسمبر 2022

محمد الحاجي :

الفيفا و الإتحادات القارية التابعة لها ليست تنظيمات يسيرها الملائكة .. الكل يعرف أنها مافيات حقيقية تلعب بملايير الدولارات عبر الصفقات و الرشاوى و كل ما يدور في فلك كرة القدم ترى فيه ” همزة ” ما عبر الإشهار و النقل التلفزي و منح احتضان المنافسات الكبرى للدول التي تدفع أكثر .

لذلك فهذه التنظيمات الكروية تتوفر على أشخاص أذكياء جدا و بارعون في الإشتغال في الكواليس بعيدا عن الأنظار و الإعداد المسبق لكل التفاصيل حتى لا تظهر يد الفساد للجمهور على المستوى ” الرياضي ” للعبة كرة القدم ، و ذلك من خلال توجيه عمليات القرعة و تصنيف الأندية و المنتخبات على قبعات المجموعات لتضمن هيمنة الأقوياء و ذوي القيمة التسويقية العالية .

هادشي معروف من زمان و لا يتناطح عليه عنزان .. و لكن أخاي ديالي الفيفا ليست بهذا الغباء أن تنتظر منتخبا حتى يصل إلى مباراة نصف نهاية المونديال لكي ترسل له حكما ليقصيه بالشوهة أمام ملايير المشاهدين عبر العالم .. هي تلعب ألاعيبها في جنح الظلام و ترسم مسارات المنتخبات بشكل مبكر قبل القرعة و انطلاق المنافسات حتى إذا خرج من الجنب شي منتخب من الدرجة الثانية ، يجد نفسه في الدور قبل النهائي خصما من الأقوياء ليهزمه رياضيا و ينهي مساره الشجاع بكل سهولة ( تكرر الأمر مع تركيا و كوريا الجنوبية في مونديالات سابقة و الآن مع المغرب ) .

بالنسبة لتداخل السياسة و مصالح الدول في كرة القدم ، نعم هذه أيضا حقيقة لا تحتاج إلى كثير من ” التفلعيص ” في شرحها و اتهام الناس بالغباء لأجلها ، و لكن السياسة وجودها يقتصر على استغلال مسار و نتائج المنافسات في كسب العلاقات و إبرام الصفقات و السعي نحو المصالح و استغلال التغطيات الإعلامية لتسويق الصور عن هذا النظام السياسي أو ذاك .

السياسي و المخابراتي يتحرك على هامش مباريات كرة القدم و لكن ليس في مستطاعه التأثير أو فبركة نتائجها ، لأن المونديال على الخصوص هو منطقة محصنة للفيفا لا تترك لأي أحد منفذا ليدخلها و يقتسم معها المصالح و المنافع سياسية كانت أم مالية .

بالنسبة لحكم مباراة المغرب و فرنسا فقد أخطأ كما يمكن أن يخطئ اللاعبون و المدربون ، أخطأ في عدم عودته للڤار في ضربة جزاء التي لم يشاهدها لحظة وقوعها حتى من كانوا داخل مربع العمليات ( أي حكم مجرب غادي يقولك باللي حالة معقدة ) .. كما أخطأ – للأمانة – في عدم إشهار الأوراق الصفراء في كثير من الحالات ضد لاعبي المنتخب الوطني بعد تدخلات بالقوة المتفاوتة ( بلغة قانون البورد ) .
المنتخب الوطني حقق معجزة كروية بوصوله إلى نصف نهاية المونديال و لم يكن في مستطاعه لا ذهنيا ولا بدنيا أن يقدم أكثر مما قدمه ، لأن مجاراة سبعة مباريات في أعلى منافسة كروية كثيرا ما تخون حتى المنتخبات العريقة اللي شبعانة كيسان و ألقاب .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading