يوميات معتقل سابق (6) المحاكمات.

15 ديسمبر 2022

ذ . إدريس حيدر :

أُحِيلت الدفعة الأولى من المعتقلين على المحاكمة ، و كان أغلبهم يظل طيلة اليوم في المحكمة الابتدائية ،دون أكل أو قضاء للحاجة أو للاستراحة …الخ.
و كانوا يقضون اليوم متوتري الأعصاب و خاصة انهم كانوا يُبَلَّغُون بأن أفراد أسرهم يمنعون من ولوج المحكمة من أجل متابعة محاكمتهم و مؤازرتهم معنويا.
كما أن الإجراءات الأمنية كانت مشددة بحيث تُطَوَّقُ الأزقة القريبة من المحكمة برجال الشرطة بزيهم النظامي و آخرون من مصالح استخباراتية مختلفة بلباس عادي.
و بالرغم من ذلك ،كان مناضلو اليسار يتجمعون بالقرب من المحكمة و يرفعون شارات النصر و يرددون شعارات و اناشيد تتضمن عبارات التضامن مع رفاقهم المعتقلين و عهدهم من أجل مواصلة النضال حتى النصر.
اما نحن فكنا في السجن نظل في انتظار عودتهم ،حيث نتحلق على بعضهم ممن لازال يحتفظ ببعض الطراوة و قادر على السمر، من أجل أن يحكوا لنا أطوار محاكمتهم ،للاستفادة منها ،بغية الاستفادة منهم بهدف تحْسِين الدفاع عن أنفسنا عندما تحل محاكمتنا.
كنا نُحَاطُ علما ان جل المحامين كانوا يُقَدمون عروضا جيدة عند تناولهم الكلمة ، يوضحون السياق الذي تم فيه اعتقالهم و خلفياته و آثاره المنتظرة .
كما أن محاكمتهم تنقلب إلى محاكمة سياسة الدولة و اختياراتها اللاشعبية ،معلنين تشبثهم بمبادئهم التي اعتقلوا من أجلها.
و كانوا يذكرون من يهمه الأمر إلى أن القمع لا يخيفهم و لن يفنيهم ،و أنهم على درب النضال ماضون و سائرون .
كما أن كل جلسة من جلسات محاكمتهم ،تنتهي برفعهم لأناشيد و شعارات ، أهمها ترديدهم لشعر شاعر الخضراء ” أبو القاسم الشابي ” :
” إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
و لا بد للليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر.”

يتبع…

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading